تمر منطقة الشرق الأوسط بتغيرات سريعة في الآونة الأخيرة، بل اعتبرها البعض مفاجئة للمتابعين لشؤون الشرق الأوسط، واعتبرت أوساط الخارجية الأميركية أن ما سمي «بالتفاهمات الأميركية» مع دول الشرق الأوسط نجاحاً ديبلوماسياً لادارة أوباما.فحسبما أشارت «وول ستريت جورنال» في عددها الصادر 23 مارس الجاري الى أن أوباما استطاع كسر العناد الاسرائيلي ورفضها الاعتذار لمدة ثلاث سنوات لتركيا بعد الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مرمرة التركية وقتل ثمانية أتراك وأميركي من أصل تركي، حيث كانت تهدف السفينة الى كسر عزلة غزة وايصال المساعدات الى سكانها.وقام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتصال هاتفياً برئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان في آخر يوم لزيارة الرئيس الأميركي لاسرائيل، حيث أعرب نتنياهو عن اعتذاره للشعب التركي واستعداده لتعويض أسر القتلى الأتراك، بل قدم تنازلات من جانب اسرائيل من خلال تسهيل وصول البضائع الى غزة وفتح تحقيق في حادث مرمرة مع المسؤولين العسكريين الاسرائيليين والاتفاق على تطبيع العلاقات مع تركيا مرة أخرى واعادة تبادل السفراء.وتقول الصحيفة الأميركية ان هذه المبادرة جاءت بايعاز أميركي لتحسين العلاقات والروابط بين حلفاء أميركا في المنطقة الذي من شأنه تقوية دور واشنطن في الأزمة السورية ولدفع عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية.ومن جانب آخر، تشير صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر يوم 24 مارس الجاري الى زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لبغداد، حيث أبلغ نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بضرورة ايقاف شحنات الأسلحة الايرانية التي تمر بشكل يومي من خلال الأجواء العراقية الى سورية، وتفتيش الطائرات الايرانية ان كانت بغداد راغبة في دور حول مستقبل سورية ما بعد الأسد، بل المح كيري للمالكي على شكل تحذير مبطن، أن السنة سوف يحكمون سورية بعد رحيل الأسد الوشيك، ولن يكون في صالحه «المالكي» تقوية النفوذ السني في العراق بعد الأسد، خصوصا في ظل تنامي معارضة المناطق السنية ضد سياسته، ولذا طلب كيري من المالكي تأجيل انتخابات المحافظات في كل من الأنبار ونينوى والمفترض أن تجرى في 20 ابريل المقبل.وشملت محادثات كيري في العراق قادة الطائفة السنية مثل أسامة النجيفي الناطق الرسمي باسم البرلمان العراقي لايقاف المقاطعة السنية لمجلس الوزراء، كما هاتف كيري القائد الكردي مسعود برازاني من أجل تذويب الخلافات مع حكومة المالكي.ويرى بعض المتابعين للتفاهمات الأميركية الأخيرة في الشرق الأوسط أن طلب قائد المعارضة الكردستانية التركي عبدالله أوجلان من سجنه لحزب العمال الكردستاني بالقاء السلاح والاستعاضة عن الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية بالحوار الديموقراطي قد يكون جزءاً من هذه التفاهمات الجديدة.ويؤكد المتابعون لجولات الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط أن هذه التفاهمات قد بدأت بالفعل، وان خارطة هذه التفاهمات واسعة بحيث شملت ايران والبحرين ودولاً أخرى في المنطقة، حيث قُدمت وعود للنظام الايراني بتخفيف الحصار الاقتصادي على ايران، بحيث يتم تقليص نفوذ حزب الله اللبناني ومنظمة حماس الفلسطينية، ويعلق هؤلاء المتابعون أن كل شيء يحدث بارادة الولايات المتحدة ولتحقيق مصالحها، وان الصمت الأميركي خصوصا تجاه الأزمة السورية لم يكن بسبب تقلص نفوذها بالشرق الأوسط بل بما تراه يحقق مصالحها ومصالح اسرائيل بالمنطقة.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com