No items found.
February 2025
1

الحركة التقدمية الكويتية تبدي تحفظاتها ونقاط اعتراضها على التوجّه مجدداً نحو إصدار قانون الدَّين العام

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

عاد إلى الواجهة مجدداً الحديث عن قرب إقرار مرسوم بقانون بشأن الدَّين العام، الذي تشير التقارير الإعلامية الاقتصادية إلى أنّه سيسمح باستدانة ٢٠ مليار دينار وربما ترتفع إلى ٣٠ مليار  دينار على مدى خمسين عاماً عبر إصدار سندات تقليدية وصكوك إسلامية، وذلك كبديل عن السحب من صندوق الاحتياطي العام للدولة أو من صندوق احتياطي الأجيال القادمة لتمويل أي عجز في الميزانية العامة للدولة.

وهذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها اللجوء إلى آلية الاقتراض، فقد سبق أن انتهى التفويض القانوني بشأنها في أكتوبر من العام ٢٠١٧، وأعادت الحكومة في أبريل من العام ٢٠٢٠ طرح مشروعها لقانون الدَّين العام، وسبق للحركة التقدمية الكويتية حينذاك أن أعلنت في بيانها الصادر في ٥ أبريل من ذلك العام اعتراضها على مشروع القانون الذي كان معروضاً على مجلس الأمة.

إنّنا في الحركة التقدمية الكويتية معنيون بتوضيح سبب اعتراضنا على التوجّه مجدداً نحو إقرار مشروع مرسوم قانون بشأن الدَّين العام، وذلك استناداً إلى:

أولاً: ضرورة ردّ الحكومة بوضوح على خمسة تساؤلات مستحقة بشأن الدَّين العام تتمثّل في:(١) ما إذا كانت هناك حاجة فعلية وضرورة عملية لعودة الدولة مجدداً إلى آلية الاقتراض؟… (٢) ما مدى سلامة هذا القرار؟… (٣) ما هي الأعباء المالية التي ستتحملها الدولة جراء الاقتراض من احتساب لكلفة الفوائد وخدمة الدين العام؟… (٤) هل هناك بدائل أخرى أفضل؟… (٥) ما هي أوجه صرف المبالغ المقترضة؟

ثانياً:  خطورة جرّ الكويت إلى فخّ الديون وأعباء دفع تكاليف خدمة الدَّين بالإضافة إلى سداد قيمة الدَّين ذاته، وتأكيداً لهذا نشير إلى  ما ورد مؤخراً في تقرير  "بلومبيرغ" استناداً إلى تقارير "صندوق النقد الدولي" بأنّ نسبة الدّيون الى الناتج المحلي الاجمالي للكويت تبلغ الآن نحو ٧ في المئة فقط، وهي واحدة من أدنى المستويات عالمياً، بينما هي مرشحة لأن ترتفع إلى نسبة ٢٥ في المئة بحلول العام ٢٠٢٩.

ثالثاً: هناك خشية مبررة بأن يكون الهدف من وراء المشروعات الأخيرة من شاكلة التمويل العقاري والدَّين العام هو خدمة البنوك أكثر مما هو حلّ مشكلات تمويل السكن وعجز الميزانية، التي توجد بدائل أخرى لمعالجتها.

ونضيف إلى ذلك أنّ هناك تحفظات وتحذيرات صدرت عن خبراء اقتصاديين معتبرين، حيث أشار التقرير الأخير لمركز "الشال" على سبيل المثال إلى أنه الدَّين العام يجب أن يرتبط مع وقف فساد وهدر النفقات العامة، ومن الضروري أن يأتي ضمن مشروع نفقات عامة محدد الأهداف وفق برنامج زمني محترم من أجل الارتقاء بكفاءتها، وعدا عن ذلك، فإنه "سيضيف مرضاً جديداً إضافة إلى مرضي عدم الاستدامة وضعف الكفاءة، وهو مصيدة أو فخّ الدين الخارجي".

وفي الختام وكاستخلاص عام، فإننا في الحركة التقدمية الكويتية نرى أنَّ عودة الدولة مجدداً إلى آلية الاقتراض، بغض النظر عن التفاصيل والمبررات، إنما تكشف بوضوح مدى سوء الإدارة المالية للدولة، وتحديداً عبر التضخيم المبالغ فيه سنة بعد أخرى لمصروفات الدولة في بنود ليست أساسية ضمن الميزانيات المتعاقبة، وعبر النهج الحكومي القائم على الهدر والتنفيع، سواء في تسعير المناقصات والمشروعات الحكومية أو في فتح الأبواب على مصاريعها للثغرة التنفيعية المسماة "الأوامر التغييرية"، وذلك كله في ظل الاعتماد على مورد وحيد متذبذب الأسعار، وهي جميعاً مؤشرات ملموسة على الفشل الذريع للادعاءات بشأن التنمية؛ وعدم الجدية في تنويع مصادر الدخل.


الكويت في ١ فبراير ٢٠٢٥