إن النساء هن الشريحة الأكثر اضطهاداً في أغلب المجتمعات البشرية، والمرأة هي الكائن الذي يعاني من هيمنة الدولة، ومن الموروثين الاجتماعي والديني في النظام الرأسمالي.
إن ما تعانيه المرأة في ظل الاقتصاد الرأسمالي يفوق ما تعانيه بقية أفراد المجتمع من الذكور، فقط لكونها امرأة في مجتمعات ذكورية تراها أدنى شأناً و أقل استحقاقاً للحياة وأدنى أهلية للحقوق المدنية، فعلى سبيل المثال: نساء الطبقة العاملة في ظل هذا التنظيم الرأسمالي يعانين من اضطهاد متعدد الأوجه، فهن يعانين من اضطهاد كونهم نساء واضطهاد طبقي كأفراد ينتمين للطبقة العاملة.
إن النضال من أجل تحرير البشرية جمعاء لابد أن يُعنى بقضايا الفئات المضطهدة والأقليات وقضايا المرأة، سواء كانت إمرأة عاملة أو امرأة برجوازية التي تعامل هي الاخرى كإنسان من الدرجة الثانية في محيطها بسبب طبيعة الصراع بين المُهيمن والمهيمَن عليه في العلاقة بين الذكر والأنثى، وبطبيعة الحال وبسبب هذا التقسيم الطبقي للمجتمعات فإن المرأة من الفئات الاجتماعية المهمشة ومن الطبقة العاملة تتعرض إلى أضعاف هذا التمييز في حياتها اليومية.
وفي هذا اليوم المحدد عالمياً كيوم للمرأة يجب علينا تحديد ومواجهة التحديات التي تواجهها المرأة في مجتمعنا بصفة خاصة، حيث أن المرأة تُعامل بدرجة أقل من المواطن الذكر، اجتماعياً، بل وحتى قانونياً… وبالتالي لابد من النظر باهتمام صادق إلى قضايا المرأة المهمشة ومعاناتها المتمثلة في مجتمعنا بالمرأة المنتمية إلى طبقات مهمشة: المرأة البدون، والمرأة الوافدة، والمرأة القبلية والمرأة المنتمية لعوائل متزمتة والعاملة المنزلية… ويجب العمل للمطالبة بتغيير القوانين المسيئة والمهينة للمرأة والتي تسلب منها الحق في الحياة وتنتقص من كرامتها الانسانية، ونؤكد على ضرورة الحرص والتأكيد على حق المرأة في تقرير مصيرها، على سبيل المثال لا الحصر: حقها في الزواج والانجاب أو الإجهاض والسكن والعمل، وحماية المرأة من كل ما من شأنه التعرض لحياتها: العنف المنزلي، والعنف المؤسسي والتعامل بجدية مع معاناتها من التحرش بجميع أشكاله سواء في أماكن العمل أو مختلف جوانب الحياة، والسعي الى زيادة وعي النساء بحقوقهن واستيعاب ما يمارسه النظام الاقتصادي الرأسمالي عليهن من تسليع وتشييء.
و ختاماً تدعو الحركة التقدمية الكويتية إلى تضامن مجتمعي مسؤول مع المرأة وقضاياها، فقضايا المرأة ليست هامشية ومفتعلة، وليست تغريباً للمجتمع وإملاءات خارجية، بل أن قضاياها مستحقة تمس لب المجتمع والدولة، وإن الانتقاص المباشر والمستمر من المرأة ومحاولة فرض الوصاية عليها إنما هي أدوات لهدم المجتمعات لا لبنيانه.
كل الدعم والتقدير للنساء في الكويت وفي العالم أجمع لنضالهن في كافة المواقع… وكل التضامن مع المهمشات، المغيبات قسراً، لضحايا الغدر الذكوري اللاتي نعرفهن و اللاتي لا نعرفهن، للنساء اللاتي لا تصلهن أصداء هذه الحملات.