تعليق أسامة العبدالرحيم الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية على قرار مجلس الوزراء بتكليف وزير المالية لإعداد تصورات لتحسين مستوى المعيشة وزيادة الإيرادات غير النفطية
تابعنا في الحركة التقدمية الكويتية باهتمام قرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة المنعقدة اليوم الاثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ بشأن تكليف وزير المالية فهد الجارالله لإعداد التصورات الشاملة والنهائية التي من شأنها المساهمة في تحسين مستوى المعيشة لفئات وشرائح من المواطنين وتحديد الشرائح الأكثر حاجة للدعم وتحقيق العدالة والمساواة، مع العمل بشكل متواز على تطوير وإصلاح ما من شأنه زيادة الإيرادات غير النفطية وترشيد النفقات والمصروفات وتحقيق الاستدامة المالية دون أدنى تأثير لتلك الاصلاحات على المواطنين وأوضاعهم.
وتعليقاً على هذا القرار نرى نحن في الحركة التقدمية الكويتية:
أولاً: إنّ تحقيق هدف تحسين مستوي المعيشة ، يتطلب:
١- اعتماد سلم متحرك للرواتب والأجور بربطها بارتفاع تكاليف المعيشة (مؤشر أسعار المستهلك) لجميع العاملين في القطاعين الحكومي والخاص.
٢-تفعيل المادة الرابعة من القانون ٤٩ لسنة ١٩٨٢ في شأن زيادة مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين وزيادة المعاشات التقاعدية، التي تقضي بأن "يُعاد النظر كل سنتين على الأكثر من تاريخ العمل بهذا القانون في مستوى المرتبات والمعاشات التقاعدية على ضوء زيادة نفقات المعيشة، وذلك وفقاً للقواعد والأحكام التي يقررها مجلس الوزراء".
٣- المراقبة الصارمة على أسعار السلع، وتقوية أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحماية المستهلك من رفع الأسعار والغش التجاري، ومنحها صلاحيات الرقابة الفعالة وإعطائها صفة الضبط القضائي.
٤- توسيع قائمة السلع المدعومة والمشمولة بالبطاقة التموينية بالنسبة للمواطنين أصحاب الدخول المتدنية.
٥- سن قانون إيجارات عادل يراعي مصالح جمهور المستأجرين من السكان وأصحاب المحلات ويأخذ بعين الاعتبار مصالح صغار الملاك.
٦- معالجة قضية المقترضين المعسرين.
ثانياً: إنّ تحقيق الهدف الآخر الوارد في قرار مجلس الوزراء بشأن زيادة الإيرادات غير النفطية يتطلب على أقل تقدير:
١- تغيير نظام تأجير أملاك الدولة في القسائم الصناعية والخدمية التي جرى تقسيمها وإعادة تأجيرها بحيث تكون القيمة الايجارية المدفوعة للدولة مرتبطة بنسبة جدية من القيمة الايجارية، وزيادة ايجارات الشاليهات بما يتناسب مع قيمتها السوقية والايجارية.
٢- فرض ضريبة على أرباح الشركات.
٣- فرض ضريبة تصاعدية على الأثرياء، وإعفاء ذوي الدخول المتدنية والمتوسطة من الضرائب.
٤- زيادة قيمة الضريبة العقارية على الملكيات الكبيرة والأراضي الفضاء غير المستغلة.
إنّ هذه التدابير المستحقة لتحقيق الهدفين الواردين في القرار الأخير لمجلس الوزراء بتحسين مستوى المعيشة وزيادة الإيرادات غير النفطية هي البديل لأي توجهات رأسمالية نيوليبرالية منحازة لمصالح القلة الطفيلية المهيمنة على مقدرات البلاد، والتي تلحق الضرر بالغالبية الساحقة من المواطنين والسكان.