إن ما يطرح هذه الأيام والتركيز عليه من قبل غالبية الدول وبعض التنظيمات الفلسطينية من إمكانية فرض حل الدولتين على أرض فلسطين التاريخيه، فمن ناحية جدلية أضحى هذ الشعار استعماري إحلالي بغطاء أوروبي ذا تاريخ استعماري بغيض وعربي رجعي لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع في المعطيات المتسارعه على أرض قطاع غزة والضفة الغربية، والآخذه في التطور والتدحرج نتيجة المعارك الشرسة التي تحدث حاليا محليا واقليميا وعالميا، في محاولة للحفاظ على موطئ قدم على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بمثابة قاعدة استعمارية على الأرض الفلسطينية والمتمثلة بالكيان الصهيوني الاستعماري العنصري على الجزء الثاني من حل الدولتين المطروح عالميا في هذه الأيام.
وبذلك تبقى شعلة الصراع مستمرة وديمومة المآسي والحروب القاتلة على مر الاجيال، ولا تشكل حلا نهائيا لمعضلة ستعاني منها أجيال تلو أجيال لانها تشكل اطارا محوريا للحفاظ على المصالح الاستعمارية والامبريالية الدموية الأمريكية والاوروبية في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية خصوصا، اذ عندما طرح حل الدولتين في بداية سنوات السبعينات من القرن الماضي لم يكن هناك استيطان وسلب واغتصاب مرعب كما يحدث هذه الأيام من قبل عصابات قتل نازية وفاشية، من قتل يومي للمزارعين وأصحاب الأرض الفلسطينيه الحقيقيين ، ولم يكن في تلك السنوات الماضية من احتلال الضفة الغربية والقدس سوى مستوطنه واحدة في شمال الضفه الغربيه وأخرى في جنوبها.. من هنا كان لزاماً على حزبنا الشيوعي الفلسطيني تبني شعار حل الدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة على كامل التراب الوطني الفلسطيني التاريخي "دولة لكافة ابنائها"، لأن الظروف العالمية والواقع الموضوعي الناتج عن صراعنا الوطني والطبقي والقومي مع قوي الاستعمار الاستيطاني العنصري الفاشي الانجلو ساكسوني يتطلب وحدة كل القوى الشيوعية واليسارية والوطنية والقومية والإسلامية المتنورة المقاومة في المنطقه العربية، ومناصريها من قوى عالمية مناهضة للامبرياليه والاستعمار في جبهة عالمية لمناهضة العدوانية المتوحشة لتلك الدول المارقة على القوانين الدولية والإحترام للسيادة الوطنيه لشعوب العالم.
أما بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية فإننا نرى أنها في ظل التشكيلة الحالية والقيادة المعينة من قبل فئة لا تمثل طموحات شعبنا العربي الفلسطيني، وهذا واضح وجلي من خلال ممارسات هذه القيادات، إن الحل الأمثل هو اعادة هيكلة منظمة التحرير على أسس وطنية ثورية، وان تكون هي المظلة لكل التنظيمات الفلسطينية من اقصى اليسار الى اقصى اليمين ، بمعنى انه لا يجب استثناء أحد من أجل أن تكون فعلا هي ممثل حقيقي لشعبنا بكل شرائحه وفئاته.
كما حذر سعادة من المؤتمرات المشبوهة التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام " مؤتمر جنيف" والتي تهدف للالتفاف على المقاومة الفلسطينية وطموحات شعبنا بالحرية والاستقلال، وأعتبر أن أي شخصيات فلسطينية او أطراف عربية تشارك في مثل هكذا مؤتمرات هي جهات مشبوهة ولا تمثل شعبنا العربي الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد.
واعتبر سعادة أن مؤامرة التهجير والتوطين أفشلها صمود شعبنا الابي في قطاع غزة رغم شراسة الهجمة و عظمة المؤامرة ، وتوجه الامين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني بتعازيه القلبية الحارة لأبناء شعبنا في الضفة والقطاع وفي كل أماكن تواجده، واعتبر أن هذه التضحيات ستكون النار الذي ستحرق المحتل وتسير بنا نحو الحرية والاستقلال.