في غضون أيام معدودة ستشهد الكويت حُكم سَيسجل في صدر التاريخ الكويتي الحديث، وسيكون بداية منعطف جديد وعهد له ما له وعليه ما عليه، أكان الحكم لصالح الديموقراطية أو لصالح دولة المشيخة على حدٍ سواء، فكل خيار من هذه الخيارات سيكون له توابع سَتترتب عليه ولن يكون الحال بنفسه..
إن مجتمعنا يحمل تَرِكة تاريخية ثقيلة من الخضوع لنهج المشيَخه، وبعض أفرادِه غُرس في عُقولهم على امتداد عُقود التبعية العمياء غرساً، لكنهُ استفاق ووعى وأصبح يطالب بحقوقه المشروعة علانية، وأقول الأنهار لا تعود لمنابعها، ولن يرجع الحال لما كان عليه، فالمستقبل مُشرق فقط بمثابرتِكم وتواصلكم للمطالبةِ بحقوقِكم..
إن مرسوم الصوت الواحد وضِع لحل مشاكل كثيرة، منها حفظ للوحدة الوطنية، وبداية عجلة التنمية، وتأكيد حقوق الأقليات.. لم نر سوى تمزيقاً أكثر للوحدة الوطنية، الطائفية منها والقبلية، وتراجع التنمية أكثر مما كانت عليه، وسحقاً مُتعمداً للأقليات المجتمعية، فأين الفائدة غير أن حُقوق الشعب في الأختيار قد انتُهكت!؟
إنني في هذه الأثناء أقول لمعاليكم إن النضال في سبيل الديموقراطية الحقيقية والحرية غير المشروطة وحق الشُعوب لن يأتي على طبق من ذهب، لأنه وكما علمنا التاريخ فإن الحقوق تؤخذ ولا تُعطى، فلا تنتظروها بل اسعوا لنيلها، لا يُرعبكم تهديدٌ ولا وعيد فالتاريخ يزخر بأجمل قصص النضال في سبيل الحُلم الأكيد..
إن أشكال الاعتراض على عدم الرضى من الوضع الراهن كثيرة، وقد أخترتُ هُنا قلمي، ولو أن للقلم هيبة في بلدي ورُعبٌ لِيعاقب القلم بأطول المُدد بين الأغلال، فأكتُبها ليُسطرها الورق: إن أي حُكمٌ سياسي لا يَحترم عقلي قبل دُستوري لن أكون مُجبراً للخضوع له، وسأسعى لتغيير الواقع للأجمل، والتغيير لا يأتي مُنفرداً..
إن إرجاع الحق لأهله ليس به أي أنتقاصٍ أو خُضوع، بل هو أعدل العدل وأساس التقدم، فنحن، يا حضرة سيدي صاحب السمو الشعب الكويتي الكريم، لم نَبرح مكاننا بل تراجعنا إلى الوراء سياسياً واقتصادياً والأهم من ذلك اجتماعياً، فالحال لا يسُر والبلد تزحفُ للهاوية، فهل أنت راضٍ؟ لننتظر جميعنا الحل #١٦/٦