اهتز الضمير العالمي لما أقدمت عليه قوى الإرهاب الظلامية ظهيرة اليوم الجمعة ضد المصلين في جامع الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت الشقيقة، الذي ذهب ضحيته عدد كبير من المواطنين، لا تزال اعداد الشهداء من بينهم في تزايد. وقد اعترف تنظيم "داعش" بارتكاب هذه الجريمة النكراء.
إننا في المنبر التقدمي إذ ندين هذا الحدث الإرهابي الاجرامي، كسابقيه، ونطالب بالوصول إلى مخططيه ومنفذيه ومن يقف وراءهم، وإنزال القصاص العادل بهم، نشير إلى أن شعوب بلداننا غدت في كل جمعة في مسجد ما، في منطقة وبلد ما من الخليج على موعد مع حادث غدر إرهابي طائفي متزمت أسود، يستهدف أرواح المواطنين الأبرياء كما يستهدف تأجيج سعار الاحتراب الطائفي المقيت لتفتيت وحدة الشعوب، ومن بعدها كيانات الدول ذاتها.
إنه التحذير الدوري الجديد لحكومات وشعوب المنطقة بأن قوى التدمير الشامل زاحفة بكل أسلحتها الآلية الرهيبة وبأديولوجيتها الفاشية الدينية الطائفية الجديدة لتدمر حياة شعوب وكيانات دول الخليج في إطار استراتيجيتها العدوانية في عموم المنطقة العربية، بشن الحرب على شعوبها بمختلف دياناتها وطوائفها وقومياتها وأقلياتها سعيا لهد كيانات دولنا وتفتيتها وإعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة.
إن على شعوبنا وحكوماتها أن تعي جيدا أن هذه الاستراتيجية العدوانية الخطرة تجري على قاعدة شطب مفهوم الدولة الوطنية، وأن ما يقصد بإقامة دولة الخلافة الإسلامية بديلا للدول الوطنية ليس سوى ستار لإقامة سلطة ممتدة تحكم قبضتها على كامل المنطقة، رابطة إياها عضويا بقوى رأس المال المالي العالمي – الأشد عدوانية وعنصرية في الرأسمالية العالمية، الساعية لإعادة اقتسام العالم من جديد بعد أزمتها العامة المستفحلة منذ عام 2008 .
وبما أن ما يجري يشكل تهديدا لحياة ووجود الدول والشعوب وحكوماتها، فإننا نستنهض الجميع من أجل تفعيل الإرادة الوطنية في كل بلد وعلى مستوى المنطقة من أجل صد زحف قوى الفاشية السوداء والدفاع عن وجودنا ومستقبل أجيالنا القادمة وأمتنا في وجه العدوان الفاشي الطائفي البغيض .
إنها مسؤولية السلطات الرسمية قبل غيرها، والتي يجب عليها أن تعيد صياغة علاقاتها بشعوبها على أسس ديمقراطية حقة في الحياة السياسية واشادة الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على أسس العدالة الاجتماعية في توزيع الخيرات والحماية الاجتماعية، لتفعل المواطن والمواطنة، وليصبح الوطن للجميع، يبنيه الجميع ويصونه بالتضحية والفداء.