الشباب المعتقلون لـ«الطليعة»: الحل الأمني رهان خاسر.. والاعتقال يزيدنا إصراراً وتمسكاً بقضايا الإصلاح
كتب عبدالله التميمي:الحراك الشبابي في الكويت يصطدم بموجة الاعتقالات هذه الأيام بشكل مكثف، وكانت «الطليعة» حريصة على متابعة أخبار المعتقلين، والاستماع لهم، حيث التقت المعتقلين الثلاثة: الزميل الصحافي أنور الفكر والناشطين الشبابيين خالد الديين وحمد الدرباس، إلا أن محاولات الاتصال بالناشط حمد الدرباس قد باءت بالفشل.حيث اعتبروا أن ما حصل لهم فيه الكثير من التعسف، وأن النهج الأمني غير ناجح لمواجهة الاحتجاجات الشبابية، بل على العكس يفاقم من الأزمة ويزيدها تعقيداً.في البداية، أفصح الناشط والزميل الصحافي أنور الفكر عن بعض ما حصل له خلال اعتقاله مع زميليه الناشطين خالد الديين وحمد الدرباس، حيث استغرب الفكر قرار حبسه 4 أيام للتحقيق، بسبب تهم سبق له أن اتهم بها قبلها بأسبوع وأفرج عنه باليوم نفسه، فلماذا هذه المرة يستمر التحقيق معه لمدة 4 أيام وبالتهم نفسها؟!واستغرب الفكر كذلك قرار منعه من السفر، حيث إنه مواطن كويتي، ومحل إقامته معروف في الكويت، متسائلاً: «أيعقل أن يهرب مواطن عن وطنه، لمجرَّد رأي سياسي يختلف به مع نهج إدارة الدولة؟». واستغرب هذا التعامل معه، بسبب بعض الآراء، واعتبر أن السجون تفتقد لأبسط المؤهلات الإنسانية والآدمية والحقوقية.وانتقد الفكر الحلول الأمنية التي اتخذتها السلطة لمواجهة الحراك الشبابي، حيث إنه من المعروف في العالم أن الخلاف يكون بين السلطة والمعارضة، ولكن اليوم الخلاف اتسع، ليشمل الشباب الوطني. ويرى أن السلطة صنعت من الشباب أعداء لها، رغم ولائهم وحرصهم على الوطن، حيث إنه اعتبر أن هناك من يريد أن يصنع خصومة وهمية بين الشباب الوطني وسمو الأمير، ويريد اذكاء هذه الخصومة عبر تلفيق التهم المتعلقة بالذات الأميرية، رغم أن هؤلاء الشباب معروفون بحبهم لسمو الأمير وبولائهم للدولة، حيث ضرب مثالاً لمثل هذه التصرُّفات فقال: «أثناء تواجدنا في سيارة الأمن اختلف الضابط مع مواطن يقود سيارته، فقال له الضابط: شفيك تخز؟.. لا يكون موعاجبك، فرد المواطن: نعم مو عاجبني قيادتك للسيارة وأنت رجل أمن يفترض عليك القدوة. فما كان من الضابط إلا انه طلب منه ركن سيارته على جانب الطريق، فاعتقله، ففجأة أصبح ذلك المواطن يواجه تهمة امام النيابة بالاعتداء على مسندة الامارة والعيب بذات الامير! فهل يُعقل أنه كلما اختلف شخص مع رجل الأمن يواجه بتلك التهم؟ فهذا دليل على الاستهتار بمسند الإمارة والاستحقار للمواطنة. وعودة لنظام المشيخة والعصا.الحل الأمنيواعتبر الفكر أن اللجوء للحل الأمني من قِبل السلطة دليل على أنها تفتقد للحل السياسي، فقال «إذا كانت لديك احتجاجات شعبية وشبابية، فعليك أن تحل هذه المشكلة سياسياً وليس أمنياً، لأنه حل العاجز عن تقديم الحلول»، وقال إن اللجوء للحل الأمني مع الاحتجاجات الشبابية يفاقم من الأزمة ويضعها في دحرجة ثلجية تكبر الأزمة ولا تخففها، وهو رهان خاسر.وختم الفكر بأن «القوى الشبابية لن تخضع، ولن تكل أو تمل، وأن كل ثانية في المعتقل تزيدنا إصراراً على إعادة الكويت كما كانت.. ليست بلد مشيخة، وإنما بلد الديمقراطية ومنارة الثقافة وميزان العدالة وتطبيق القانون وسيادة الحريات».تعسفمن جانبه، أفصح الناشط المعتقل الآخر خالد الديين عن طريقة الاعتقال الذي تعرَّض لها، وقال: «تم اعتقالنا أنا ومن معي (انور الفكر وحمد الدرباس)، بعد التجمُّع الكائن في مواقف سيارات قصر العدل، وكان هناك تعسف في الاعتقال، وخصوصاً أنه تم اعتقالي وضربي من أكثر من 9 أشخاص من القوات الخاصة، ما أدَّى إلى كدمات في يدي ورأسي، جراء الاعتقال، وأثناء اقتيادي للسيارة تم خنقي بشدة». وأضاف «توجهت السيارة بعد ذلك لمباحث مخفر شرق، وهناك تم فك القيود البلاستيكية التي كانت مشدودة بقوة على أيادينا، وعندما حاول والدي والمحامون الاستفسار عنا، أبلغهم أحد رجال المباحث أننا نتعرَّض للضرب والتعذيب، وكان ذلك من باب الاستفزاز المتعمَّد، وقد سجَّل والدي قضية ضد ذلك الشخص في مخفر شرق. من ثم بعد عدة ساعات تم نقلنا إلى مباحث مخفر الصالحية، وبعدها إلى قصر العدل، حيث النيابة العامة، وقد كنا لا نعرف التهم والادعاءات التي تم توجيهها الينا.. إلا بعد تحقيق وكيل النيابة معنا».ولدى سؤاله عمّا إذا كان هناك تعسف قد حصل لهم أثناء الاعتقال، قال الديين: «نعم، هناك تعسف بالإجراءات، حيث كنا محتجزين في بداية الأمر، من دون معرفة سبب وجودنا، وقد كانت حرارتي مرتفعة وأعاني ألما في يدي اليسرى، وقد طلبت الطبيب من مباحث شرق، ومرة أخرى من مباحث الصالحية، ولكن من دون جدوى، وأيضاً كنا أثناء نقلنا من مكان إلى آخر مقيدي الأيدي والأرجل، وتم عرضنا على الجمهور مقيدي الايدي والارجل كأننا مجرمو مخدرات أو قتلة، فضلا عن أن مكان اعتقالنا في المباحث الجنائية كان يفتقد أبسط الشروط الصحية والانسانية، بالاضافة إلى تعمد ادخال شخص باكستاني معنا كان يتظاهر بالجنون وقام بتصرفات استفزازية، بهدف استثارتنا ومنعنا من النوم، ما دفعنا للإضراب عن الطعام في اليومين الأخيرين من اعتقالنا، احتجاجاً على سوء المعاملة».وقال الديين أيضاً إنه تم توجيه خمس تهم له، حيث قال: «علمت من أحد المحامين المتطوعين أنه في بداية الأمر كانت موجهة لنا تهمتان فقط، ولكن عند وصولنا للنيابة تم توجيه خمس تهم لنا».إصرار واستمراروأشار الديين إلى موقفه الحالي من الحراك الشعبي، وخصوصاً بعد الاعتقال، حيث قال: «زادني الاعتقال إصراراً وتمسكاً أكثر بالقضية التي كنا نخرج من أجلها، وهي الإصلاح السياسي في الكويت، والانتقال للنظام البرلماني الكامل».وفي الختام، انتقد الديين ما يحصل من اعتقالات قائلاً: «باعتقادي، نحن الآن نواجه منعطفاً خطيراً، وخصوصاً في النهج المتمثل بعسكرة الدولة والنهج البوليسي والملاحقات السياسية».منقول عن جريدة الطليعة تاريخ 26\12\2012 العدد:1975