في الأول من مايو من كل عام تحتفل الطبقة العاملة وجميع الشغيلة في مختلف بلدان العالم بعيد العمال العالمي، الذي يمثّل مناسبة أممية لتضامن الطبقة العاملة في كفاحها المشترك ضد الاستغلال الرأسمالي ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
ويأتي إحياء عيد العمال العالمي هذه السنة في الوقت الذي تشتد فيه حدّة الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي العالمي وتفاقمها وتزداد معها معاناة الطبقة العاملة والفئات الشعبية ... أما على المستوى العربي فتحلّ هذه المناسبة فيما تشهد مختلف البلدان العربية اتساعاً في رقعة النضال الشعبي من أجل الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية، وذلك ضمن ظروف بالغة التعقيد والصعوبة في مواجهة قمع السلطات الحاكمة وتعنتها، ناهيك عن التعقيدات الناجمة عن تداخل الأجندات واستثارة الانقسامات الطائفية ومحاولات التدخل الأجنبي، وهذا ما يمتد أيضاً إلى البلدان العربية التي تمت فيها إزاحة رموز أنظمة الاستبداد والفساد، حيث تناضل شعوبها لاستكمال التغيير الثوري وبناء أنظمة ديمقراطية حقيقية والحيلولة دون قيام أنظمة شمولية جديدة؛ إلى جانب تصديها لمؤامرات قوى الثورة المضادة وفلول الطغم الحاكمة السابقة.
ويحلّ عيد العمال العالمي في الكويت هذا العام فيما تخوض بعض قطاعات الطبقة العاملة بقيادة حركتها النقابية، خصوصاً في القطاع النفطي، تحركات مطلبية دفاعاً عن حقوقها المشروعة ومن أجل تلبية مطالبها العادلة، فيما تستعد السلطة عبر نواب مجلس الصوت الواحد لإصدار تشريع غير ديمقراطي يفرض قيوداً مشددة على حقّ الإضراب عن العمل الذي تكفله المواثيق الدولية… ومن جانب آخر يأتي الأول من مايو هذا العام فيما تشتد معاناة الفئات الشعبية وذوي الدخول المتدنية من التضخم والارتفاع المطّرد للأسعار وإيجارات السكن الخاص، وتتزايد سنة بعد أخرى أعداد العاطلين عن العمل من الشباب الكويتي حيث يبلغ عددهم أكثر من 19 ألف عاطل عن العمل وفقاً للبيانات الرسمية للعام 2012، وذلك بالتوازي مع التوجه الحكومي المعلن نحو تقليص بعض بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية؛ وإلغاء الدعم الحكومي عن السلع والخدمات الضرورية؛ والالتفاف على الحظر القانوني لخصخصة قطاعات النفط والتعليم والصحة، ناهيك عن استمرار المعاناة الإنسانية للكويتيين البدون المحرومين من حقوقهم الأساسية، بما فيها الحقّ في العمل.
كما تحلّ مناسبة عيد العمال العالمي هذه السنة فيما تواصل السلطة نهجها غير الديمقراطي في الانفراد بالقرار والتضييق على الحريات العامة وملاحقة العناصر المعارضة.
وإزاء هذا كله، فإنّ “التيار التقدمي الكويتي” يدعو الطبقة العاملة وحركتها النقابية وجميع الفئات الشعبية إلى توحيد صفوفها للدفاع عن حقوقها وحرياتها الديمقراطية؛ ولمنع التعدي على مكتسباتها الاقتصادية الاجتماعية؛ وكذلك في التحرك من أجل حلٍّ إنساني عادل ونهائي لقضية الكويتيين البدون وحلّ مشكلات البطالة والتضخم والسكن وفق مصالح الغالبية الساحقة من أبناء الشعب وليس وفق المصالح الطبقية الضيقة للمتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يستأثرون بالنصيب الأكبر من مقدرات البلاد، مع ضرورة المشاركة الفاعلة في الحراك الشعبي لمواجهة نهج السلطة ومن أجل تحقيق الإصلاح السياسي، وذلك اتساقاً مع الدور التاريخي المشهود للطبقة العاملة وحركتها النقابية في النضال الديمقراطي.
عاش الأول من مايو عيداً للطبقة العاملة ويوماً للتضامن والوحدة… والتحية لعمال الكويت وعمال العالم أجمع ولسائر العاملين بأجر وشغيلة اليد والفكر وعموم الكادحين في يوم عيدهم المجيد.