/>انطباعي الأول وانطباع المهتمين بالقراءة والكتاب أن معرض الكتاب فقير، ونظرة سريعة على أرفف دور النشر نجدها تكاد تكون خاوية أو مكررة العناوين، وعندما نسأل إحدى دور النشر: «لماذا لم تحضروا الكتاب الفلاني؟» يكون الجواب التلقائي والمشترك: «نخشى من منعه أو مصادرته»، وعندما سمعنا أن دار الآداب العريقة عادت للمشاركة في معرض الكويت بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عاماً، فرحنا وتفاءلنا، ولكن عندما زرنا ركن الدار وجدناه خاوياً، وعندما سألنا: «لماذا؟!» قالت السيدة رائدة ادريس ابنة الناشر والكاتب الراحل سهيل ادريس: «ان الرقابة صادرت سبعة (كراتين) من الكتب»!والانطباع الثاني الذي تكوّن لدي هو نوعية بعض القراء، الذين لا يثقون بتاتاً بأعمال الكتاب الكويتيين بل العرب أيضاً ويطلبون روايات مترجمة، أو يبحثون عن روايات عاطفية فيشترون كل رواية تحمل في عنوانها كلمة «حب» وخاصة من المتسوقات النساء، بل نجد عددا كبيراً من الناس والعائلات لايشترون بل يتنزهون في المعرض، ولذا وخلال زياراتي للمعرض لثلاثة أيام متتالية لاحظت أن الإقبال عليه أقل بما لا يقاس بالمعارض سابقاً وخاصة في أيام الأسبوع.والانطباع الثالث الذي يتكرر كل عام هو أن الكتب الأدبية الأكثر مبيعاً هي ليست الكتب الأفضل محتوى أو قيمة أدبية أو فنية، بل ان كتب رواد الأدب الكويتي ظل كثير منها بلا حراك ولم يقترب منها أحد، وأظن أن القراء قد لا يعرفون أدباء الكويت وشعراءها المرموقين.وانطباعي الرابع أنه يوجد كم ضخم من الكتاب الجدد والاصدارات الجديدة، ويوجد اقبال ملحوظ على دور النشر الشبابية، وقد تشرفت بلقاء عدد كبير منهم بعد أن تلقيت دعوة لزيارة إحدى الدور الشبابية.ورغم أنني اعتبرت انطباعاتي الثلاثة الأولى غير مفاجئة، تساءلت عن سبب وجود هذا الكم الضخم من الكتب المطبوعة للكتاب والكاتبات من الشباب بل إن كثيرا منهم ينشرون للمرة الأولى، وفي البدء بررت لنفسي أن الأمر طبيعي مع ازدياد عدد سكان الكويت وتطور وسائل النشر وتقنياته، بعد أن كانت الأسماء الأدبية وعدد الاصدارات شحيحة في السبعينات والثمانينات، حتى وقعت عيناي على كتاب نقدي قديم للأستاذ اسماعيل فهد اسماعيل بعنوان «القصة العربية في الكويت» كان قد نشره في سبعينات القرن الماضي وأعادت دار المدى نشر طبعته الثانية بعد فترة طويلة من نشر الطبعة الأولى.كان رأيي حينها ومازال أن كتاب «القصة العربية في الكويت» هو أول كتاب يناقش القصة في الكويت منذ أربعينات القرن الماضي وحتى سبعيناته من منظور تقدمي يربط القصة بواقعها الاجتماعي والاقتصادي وبما يسميه الأستاذ اسماعيل «الواقعية النقدية» وأسميه أنا «الواقعية الاجتماعية» وبغض النظر عن التسمية فإن المنطلق واحد، وهو ما تأسس على مبادئها منتدى «قادمون» الثقافي الجديد الذي يسعى إلى عودة الاعتبار للفنون والآداب المرتبطة بالمجتمع وهموم الإنسان.يقول الأستاذ اسماعيل في كتابه: «في الكويت ما أن يكتشف شخص ما قدرته على التعبير عما يجول في نفسه حتى يجد أبواب النشر مفتوحة على مصاريعها أمامه» ويكمل: «عادة ومن جراء غياب الوعي التقدمي والثقافة الطليعية الهادفة لدى البراعم الأدبية يكون الطموح إلى النشر هو وازع الأديب الناشئ».ولي عودة للكتاب الذي نصحت الكتاب الشباب بقراءته.وليد الرجيبosbohatw@gmail.com