الاختراق ليس شكلاً واحداً مثل الاختراق الأمني كما يعتقد البعض، بل هناك اختراق سياسي واجتماعي وثقافي، وكل أشكال هذه الاختراقات تهدد تماسك الدولة والمجتمع، وتضعف الجبهة الداخلية التي تعتبر الحصن الحصين لحماية المجتمع، وبناء الدولة المدنية الحديثة القوية.نحن نشبه لبنان في أمور كثيرة، فالبلدان مهددان بمشروعاتهما الديموقراطية والحضارية، والبلدان ينخر فيهما الفساد بيد أصحاب النفوذ والمال، والبلدان ينخر فيهما سوس الطائفية.فرغم الجهود الأمنية في الكويت، ما زالت هناك ثغرات أمنية وفساد عند بعض ضعاف النفوس من رجال الأمن، فالصحافة تنشر بشكل مستمر عن خرق أمني في المنافذ، وخروج غير كويتيين بجوازات كويتية، وتزوير مدفوع الثمن، ولا ننسى إدخال سلاح ومتفجرات بكميات مهولة للبلد، ولا ننسى سرقات السلاح والذخيرة من المخازن على يد عسكريين، ولا ننسى تحويل عسكريين باستمرار للتحقيق بسبب مخالفات.هناك خلايا نائمة داعشية وغير داعشية، وممولون لها من كويتيين، وضغوط وتدخلات خارجية بالشأن الداخلي، والبلد يتفشى فيه الفساد والمفسدون، وتنتشر العمولات الضخمة والرشاوى وسرقة المال العام، والهدر بالميزانية وازدياد الشرخ الطائفي والقبلي والفئوي.بل إن المتابع لانتخابات القوائم الطلابية في المعاهد والجامعات، يدرك بأم عينيه أنها لا تمت للديموقراطية بشيء، بل تقوم على الفزعات القبلية والطائفية والفئوية، ولم تعد مثل أيام التاريخ الناصع لاتحاد الطلبة، وهؤلاء الطلبة سيتخرجون ويصبحون موظفين وقادة في المجتمع.وطالما كان هناك نكوص على الحياة الديموقراطية التي ارتضاها الكويتيون، وطالما هناك عبث بالدستور وتهميش للشعب ودوره في المشاركة، وطالما هناك وأد للحريات وحلقتها التي بدأت تضيق شيئاً فشيئاً، وهجوم على المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية للناس، فالخروقات المختلفة ستهدد مستقبل البلد، ما يتطلب العمل فوراً لخلق مناخ سياسي، تحترم فيه الحياة السياسية الديموقراطية، والمكتسبات المعيشية للناس.بقلم وليد الرجيب۱٦ سبتمبر ٢۰۱٥جريدة الراي الكويتية