شاركت الحركة التقدمية الكويتية في المؤتمر الخامس لحزب الشعوب الديمقراطي المنعقد في العاصمة التركية أنقرة خلال الفترة من الأول إلى الثالث من يوليو الجاري تلبية لدعوة تلقتها لحضور المؤتمر، حيث مثّل الحركة في المؤتمر الرفيق أمين اللجنة المركزية أسامة العبدالرحيم. وقد أقيم المؤتمر في صالة أنقرة أرينا التي اكتظت بعشرات الآلاف من جماهير الحزب ومناصريه.
ويجدر بالذكر أن حزب الشعوب الديمقراطي هو ثاني أكبر الأحزاب في تركيا، وهو حزب يساري معارض تأسس في عام 2012، ويواجه الحزب هجوماً وضغطاً مكثفاً من نظام أردوغان والقوى المتطرفة للتضييق عليه واعتقال الآلاف من كوادره، ومحاولات اغلاقه وتصفيته ومصادرة ممتلكاته. وكان الملفت للانتباه المشاركة الواسعة لممثلين ووفود من نحو مائة من الأحزاب الاشتراكية والتقدمية واليسارية من فرنسا وألمانيا وتونس وفلسطين والأردن والمغرب والسويد ولبنان واليونان و الباسك ومصر وإيطاليا وكتالونيا والدنمارك والنرويج وانجلترا واسكتلندا وإسبانيا والكويت والجزائر والبرتغال وفنلندا. وأكد المؤتمر على مواصلة النضال من أجل الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ورفض الفاشية والعنصرية، ودعم القضية الفلسطينية… وقد أعيد انتخاب الرئيسان المشاركان بروين بلدان ومتحات سانجار لقيادة الحزب في مرحلته الجديدة.
وفي ما يلي نص كلمة التحية التي ألقاها ممثل الحركة التقدمية الكويتية الرفيق أسامة العبدالرحيم في المؤتمر الخامس لحزب الشعوب الديمقراطي:
الرفيقات والرفاق في حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا
أنقل إليكم تحية الحركة التقدمية الكويتية وتضامنها مع نضال شعبكم وقواه اليسارية والتقدمية وتقديرنا لمواقفها المنحازة لهموم غالبية الشعب ومصالح الطبقة العاملة والفئات المهمشة في سبيل التقدم والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما نحيي مواقفكم المبدئية المشرفة تجاه قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية ورفضكم تواطؤ حكومة الرئيس أردوغان مع الاحتلال الصهيوني ورفضكم التطبيع السياسي والتجاري مع الصهاينة، ونثمن استنكاركم لتدخلات حكومة أردوغان الفجة في بلادنا العربية واحتلال جزء من أراضي سوريا والعراق، وهي ما تعكس عمق أزمة قادة النظام التركي وخدمته للإمبريالية. ويهمنا أن نؤكد لكم متابعتنا الحثيثة لنضالكم ضد التوجهات الاقتصادية النيوليبرالية للنظام وسياسات إفقار الشعب، ومواجهتكم للممارسات الفاشية الإقصائية، ولعل آخر أشكالها في محاولات إقصاء حزب الشعوب الديمقراطي من المشهد السياسي لضرب أي صوت تقدمي معارض يزعج حزب العدالة والتنمية ويقف في طريقه. ونحن في الحركة التقدمية الكويتية نعتبر هذه الهجمة جزءاً من الهجمة على الحريات العامة، وتراجعاً مؤسفاً على مستوى ممارسة حرية العمل السياسي، وتقويضاً للديمقراطية في تركيا. ونؤكد تضامننا الأممي معكم ونطالب السلطات التركية بالتراجع عن ممارسات التصفية واحترام مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية للتعبير عن الشعب وتطلعاته. وفي الختام، نؤكد لكم حرصنا على تلبية دعوتكم الكريمة لحضور المؤتمر تعبيراً عن علاقات الصداقة بين شعبينا، وتأكيداً على تعزيز العلاقات الرفاقية للقوى التقدمية في البلدين.