No items found.
December 2024
26

الحركة التقدمية الكويتية: تشكيل لجنة قضائية للتظلم من قرارات السحب يؤكد الحاجة لتمكين القضاء من الولاية على قضايا الجنسية... كما ندعو الحكومة للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية بشأن عديمي الجنسية

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

لئن كانت الحركة التقدمية الكويتية قد أوضحت، في العديد من بياناتها السابقة وخصوصاً في بياناتها خلال الأشهر الأخيرة، موقفها تجاه التوسع في حالات سحب الجنسية الكويتية من المواطنين خارج حالتي سحب الجنسية بسبب التزوير أو فَقْدها بسبب الازدواجية، فمن المعروف أنّ الحركة التقدمية الكويتية كانت كذلك ولاتزال تطالب بتمكين القضاء الإداري من الولاية على القرارات المتصلة بسحب الجنسية.

والآن ها هي الحكومة نفسها تعلن أنها بصدد تكوين لجنة من رجال القضاء للنظر في التظلمات من القرارات الأخيرة بسحب الجنسية وفَقْدها، ما يؤكد حقيقة أنّ هناك حاجة موضوعية قائمة لا يمكن إنكارها لضرورة تمكين القضاء من النظر في قرارات سحب الجنسية وفَقْدها، وهو ما يتطلب ليس مجرد تشكيل لجنة للنظر في التظلمات فحسب، وإنما يتطلب تعديل قانون المحكمة الإدارية بحيث تستطيع أن تمد ولايتها لتشمل القرارات الحكومية بشأن سحب الجنسية حالياً ومستقبلاً.

وهنا نكرر دعوتنا للتعامل مع ملف الجنسية بمسؤولية وبمنطق وطني إنساني يسعى لحل القضية جذرياً حلاً وطنياً حضارياً يتجاوز منطق القوانين الرثّة، التي لا تتعامل مع المواطنة وفقاً للتعريف الحديث لها المتصل ببناء دولة المواطنة الدستورية الديمقراطية الحديثة.

ومن جانب آخر، وعلى نحو متصل بقضية عديمي الجنسية، فقد أعلنت الحكومة أنها بصدد إصدار تشريع جديد لحلّ ما تسميه أوضاع "المقيمين بصورة قانونية"، وليس واضحاً ما تعنيه الحكومة بهذا الحلّ الموعود، ولكن بالنسبة لنا فإنّ موقفنا في الحركة التقدمية الكويتية واضح تماماً، وهو المطالبة من جهة بضمان فوري لحقوق التعليم والتطبيب والعمل وبقية الحقوق الإنسانية والمدنية الأساسية، وإقرارها تشريعياً، وضرورة إقرار حل إنساني وطني عادل ونهائي لقضية الكويتيين البدون يقرّ حق المواطنة.

ولكن الواقع القائم المستجد اليوم أنشأ تعقيدين جديدين يعرقلان تماماً إمكانية التوصل إلى الحلّ الإنساني الوطني العادل والنهائي المنشود: فالتعقيد الأول يتمثّل في التعديل الأخير على قانون الجنسية، الذي ألغى جواز اكتساب الجنسية استناداً إلى إحصاء ١٩٦٥، أما التعقيد الآخر فهو ناشئ عن انضمام فئات جديدة إلى حالات عديمي الجنسية في الكويت، وذلك جراء التوسع في حالات سحب الجنسية.

ومن هنا، وشعوراً منا بالمسؤولية وضرورة معالجة الوضع القائم والناشئ وفق معايير القانون الدولي الإنساني، وليس على الضد منه، فإننا نطالب الحكومة بالانضمام إلى الاتفاقيات الدولية لعديمي الجنسية، وتحديداً اتفاقية عام ١٩٥٤ الهادفة لضمان تمتع الأشخاص عديمي الجنسية بالقدر الممكن من الحقوق، التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر الحق بالتعليم والتوظيف والسكن، وكذلك الانضمام إلى اتفاقية ١٩٦١ المتصلة بتفادي حالات انعدام الجنسية وخفضها مع الوقت... لعلّها تحدّ من الآثار السلبية للتعقيدات، التي نشأت مؤخراً، وتخفف من المعاناة الإنسانية.


الكويت في ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤