الطائفية والتمييز والنظرة الدونية للآخر أشد فتكاً بالمجتمع من أمراض السرطان والطاعون والسل. الطائفية حالة ذهنية وليست حالة دينية، فليس بالضرورة أن يكون الطائفي متديناً. الطائفي شيء والطائفية شيء آخر، فالطائفة مكون اجتماعي والطائفية معول هدم في المجتمع.ولكي نتعرف على الطائفي الذي بداخلنا قمنا بطرح أسئلة تشكل في مجملها مقياساً لدرجة طائفية إنسان على شكل مقياس ريختر الشهير لقياس الزلازل.وهي أسئلة يصح لها أن تطبق على العنصرية والقبلية والفئوية الاجتماعية.السؤال الأول: هل تتقبل زواج ابنتك، أختك، قريبتك من رجل يمثل طائفة أخرى؟السؤال الثاني: هل لديك أصدقاء من الطائفة الأخرى؟السؤال الثالث: هل تتزاور مع أشخاص من الطائفة الأخرى؟السؤال الرابع: عند حديثك مع أبناء طائفتك التي تنتمي إليها، هل تقبل سب وشتم الطائفة الأخرى أم تعترض على ذلك السلوك؟السؤال الخامس: هل تعتبر الطائفة الأخرى شركاء في الوطن حقاً وصدقاً، أم تعتبرهم كفاراً تتحملهم مجبراً وتنتظر اللحظة المناسبة للتخلص منهم؟السؤال السادس: هل تؤيد الطرح الطائفي المتشدد ضد الطائفة الأخرى؟السؤال السابع: هل تستنكر أفعال العنف ضد منتسبي الطائفة الأخرى؟السؤال الثامن: هل تتعاطف مع ضحايا الطائفة الأخرى حين تعرضها للعنف أو القتل أو التعذيب أو المعاناة أو حتى التمييز؟السؤال التاسع: في حالة حدوث نزاع مسلح بين فئات وطوائف ودول، هل تؤيد دائماً الطرف الذي يمثل طائفتك بغض النظر عن الحقائق على الأرض؟السؤال العاشر: هل تعتبر أن ما يحدث لطائفتك هو نتيجة مؤامرة كبرى تشارك فيها الطائفة الأخرى؟إن كانت الإجابات كلها نافية لقيم التعايش وقبول الآخر، فأنت طائفي كامل الدسم، ومشروع إرهابي وعليك الذهاب إلى أول مصحة نفسية للخروج من حالتك المستعصية قبل أن نجدك أشلاء هنا وأشلاء هناك، قاتلاً لأناس أبرياء.أما إن كنت غير ذلك، فعليك أن تسعى إلى الدفع قدماً في محيطك وأفكارك المتوازنة لكي تقنع بها الآخرين، خشية على وطنك وأهله من التدمير الذي لن يستثني أحداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.بقلم أ.د. غانم النجارجريدة الجريدة٢ سبتمبر ٢۰۱٥