ستة وستون عاماً على نكبة فلسطين والأنظمة العربية الرسمية ما زالت تمعن في التآمر على القضية الفلسطينية، وتقدم المزيد من التنازلات للعدو الصهيوني ولحماته الامبرياليين بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، حفاظاً منها على كراسيها وعروشها المتهاوية.
واليوم، في ظل المشاريع الامبريالية- الصهيونية الجديدة، يزداد الخطر على فلسطين وشعبها. فمبادرة وزير الخارجية الأميركية جون كيري، المعروفة ب"اتفاق – الاطار"، تهدف بالأساس الى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتحويل الكيان الاسرائيلي الى "دولة اليهود في العالم"، مستفيدة من تخاذل النظام العربي الرسمي الذي يتبناها ويروج لها، وكذلك من سلوك القيادة الفلسطينية المراهن على مفاوضات وتسويات ليست في مصلحة القضية الفلسطينية.
إن هذه الهجمة الامبريالية- الصهيونية الجديدة وما تحمله من مخاطر تضعنا، نحن قوى "اللقاء اليساري العربي"، التي تمثل فلسطين القضية المركزية في نضالنا، أمام تحدي وضع خطة شاملة، أساسها مقاومة الاحتلال الصهيوني، والتحالف الامبريالي الداعم له، والأنظمة الرجعية العربية التي لم تكتف ببيع فلسطين من قبل، بل هي تسعى اليوم الى تصفية القضية نهائيا.
لذا، نعلن مجددا رفضنا لكل أشكال المفاوضات والتسويات، مؤكدين على ضرورة توحيد الموقف الوطني الفلسطيني والتحركات المشتركة في وجه الكيان الاسرائيلي، ومشددين على أولوية تطوير مقاومة الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه ومن أجل حقه في العودة وإقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس.
كما ندعو الشعوب العربية وقواها اليسارية والتقدمية والديمقراطية والقومية الى تجذير ثوراتها وانتفاضاتها في مواجهة القوى المضادة، وضد المشاريع الامبريالية الساعية الى تقسيم أوطاننا الى دويلات دينية ومذهبية واثنية متصارعة وامرار "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي يؤمن الحماية للعدو الصهيوني رأس حربة الامبريالية في منطقتنا.
إنها دعوة من أجل إقامة أنظمة حكم وطنية تقدمية ديمقراطية مقاومة للاحتلال ولكل أشكال القمع والتبعية والعمالة ولكل المشاريع التوسعية الامبريالية في منطقتنا.
تحية الى الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد في أرضه.
تحية الى اللاجئين الفلسطينيين في جميع جهات الشتات، المتمسكين بحق العودة.