غيّب الموتُ المناضل الوطني الكبير جاسم عبدالعزيز القطامي، الذي أفنى حياته في النضال الوطني والديمقراطي على الصعيدين الكويتي والعربي.
والتيار التقدمي الكويتي إذ ينعي إلى الشعب الكويتي هذا المناضل الكبير الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢ عن عمر يناهز ٨٣ عاماً؛ فإنه يتقدم بخالص العزاء إلى رفيقة دربه السيدة شيخة الحميضي "أم محمد" وإلى ابنائه وبناته وأحفاده وإلى آل القطامي الكرام، وإلى رفاق دربه واصدقائه ومحبيه.
والفقيد الكبير هو شقيق الشهيد محمد عبدالعزيز القطامي الذي ضحى بحياته من أجل قضية الديمقراطية في مارس ١٩٣٩، وسبق أن تولى الفقيد منصب مدير شرطة الكويت في ١٩٥٤، بعد تخرّجه في كلية البوليس بمصر، ثم قدم استقالته المسببة من منصبه عندما صدرت إليه الأوامر في نوفمبر من العام ١٩٥٦ بقمع المسيرات الشعبية للتضامن مع شعب مصر ضد العدوان الثلاثي.
وفي فبراير من العام ١٩٥٩ ألقى الفقيد الكبير خطابه التاريخي الشهير الذي قال فيه: "آن الأوان لحكم شعبي ديمقراطي يكون للشعب فيه دستوره ووزراؤه"، ولقي بعد ذلك الخطاب ما لقيه من تعزير السلطة وعنتها، فتم اعتقاله وفُصِل من عمله وسُحِب جواز سفره وفُرِضت عليه إقامة بمنزله.
وفي العام ١٩٦١ بعد نيل الكويت استقلالها طلب منه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم بأن يُعيّن مستشارا في الديوان الأميري، وتم تكليفه بعد ذلك بمسؤولية تأسيس وزارة الخارجية.
انتخب عضواً في مجلس الأمة الأول في ١٩٦٣ واستقال منه في ١٩٦٥ مع نواب المعارضة احتجاجا على القوانين غير الديمقراطية التي مررتها السلطة استنادا إلى دعم الغالبية النيابية.
كما فاز بعضوية مجلس الأمة الرابع في العام ١٩٧٥، وهو أحد مقدمي أول اقتراح نيابي بقانون للإقرار بالحقوق السياسية للمرأة، وقد تم تعطيل ذلك المجلس عندما انقلبت السلطة على الدستور في أغسطس من العام ١٩٧٦.
وفي العام ١٩٨٥ عاد الفقيد إلى مقعده النيابي مرة ثالثة ولكن لم تمض سنة وبضعة أشهر حتى انقلبت السلطة مرة ثانية على الدستور في يوليو من العام ١٩٨٦.
ومن ديوانية جاسم القطامي في الشامية انطلقت مساء الاثنين ٤ ديسمبر ١٩٨٩ تجمعات ديوانيات الاثنين المطالبة بعودة العمل بالدستور، وفي مايو ١٩٩٠ تعرض إلى الاعتقال في الديوانية ذاتها ضمن حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة ضد المعارضة.
والفقيد من مؤسسي المنظمة العربية لحقوق الإنسان والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ورئيسها الأول، كما أنه من مؤسسي مركز دراسات الوحدة العربية والمؤتمر القومي العربي.
ساهم الفقيد في تأسيس فرع حركة القوميين العرب في الكويت بداية الخمسينيات، والتجمع الوطني في بداية السبعينيات، ثم انضم إلى ائتلاف المنبر الديمقراطي الكويتي الذي شاركت في تأسيسه كذلك حركة التقدميين الديمقراطيين وحزب اتحاد الشعب في الكويت.
وإلى جانب دوره السياسي فقد كان للفقيد مساهمات في تأسيس الحركة الرياضية الكويتية في الخمسينيات، كما أنه من رواد كتابة القصة القصيرة في الكويت منذ الأربعينيات.
الذكرى الطيبة للفقيد الكبير جاسم عبدالعزيز القطامي الابن البار للكويت.