الحركة التقدمية الكويتية تحيي صمود الشعب العربي الفلسطيني…وتستخلص دروس ونتائج المعركة الأخيرة مع الكيان الصهيوني …وتدعو لإطلاق حملة تبرعات لدعم أهلنا في فلسطين
كتب الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة ملحمة بطولية جديدة في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب وآلته العدوانية الشرسة وجرائمه البشعة، حيث عمّد الفلسطينيون هذه الملحمة بأرواح مئات الشهداء ودماء وآلام آلاف الجرحى وتضحيات أهلنا في عموم فلسطين وصمودهم ونضالاتهم المشهودة بدءاً من هبّة القدس؛ مروراً بالمقاومة في غزة؛ وامتداداً إلى الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية، وصولاً إلى التمرد على سلطة الاحتلال وقانون القومية في أراضي ١٩٤٨، بالإضافة إلى التحام جموع الشعب العربي الفلسطيني في الشتات، وبتضامن شعبي عربي وعالمي واسع، رغم تخاذل الأنظمة العربية، وتواطؤ حكومات الغرب الإمبريالي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، بل دعمها الصريح للعدوان وتغطيته سياسياً. ويمكننا القول بثقة:
١- إنّ المعركة الأخيرة أكدت أنّ خيار المقاومة هو الخيار الرئيسي للشعب العربي الفلسطيني، الذي يمتلك مخزوناً كفاحياً لا ينضب.
٢- كشفت المعركة الأخيرة فشل الكيان الصهيوني الذريع في تحقيق أهدافه بتحطيم قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بالرغم من استخدامه القوة المفرطة ضد الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.
٣- أوضحت المعركة الأخيرة مدى أهمية تجاوز حالة الانقسام بين القوى الفلسطينية، وضرورة توحيد جهودها ضمن برنامج وطني يقوم على مقاومة الاحتلال ومواجهة الاستيطان، والخروج من فخ أوسلو، ومواصلة الانتفاضة الشعبية الشاملة وتطويرها… فالمعركة الأخيرة ليست ألا حلقة من صراع طويل ومرير لن يتوقف إلا بدحر الكيان الصهيوني وتلبية حقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة.
٤- أبرزت المعركة الأخيرة تلاحم الشعب العربي الفلسطيني ضمن أراضي احتلال ١٩٤٨ مع قضيته التحررية الوطنية، وهو عنصر ذو بعد استراتيجي هام في الصراع ضد الكيان الصهيوني الغاصب.
٥- أوضحت المعركة الأخيرة دور التضامن الشعبي العربي والعالمي مع كفاح الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة، وبرز بصورة لافتة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تجاوزت وسائل الإعلام التقليدية المنحازة للصهاينة، وساهمت في إيصال الحقائق للشعوب والرأي العام الدولي، وهذا ما دفع بعض إدارات وسائل التواصل الاجتماعي إلى اتخاذ تدابير للتضييق على ما ينشر من معلومات ووقائع عن جرائم الكيان الصهيوني وصمود الفلسطينيين وتضحياتهم.
وفي هذا السياق نحيي الروح التضامنية الملموسة للشعب الكويتي مع قضية الشعب العربي الفلسطيني، التي عبّرت عنها التجمعات والفعاليات التضامنية الشعبية المتنوعة، رغم تضييق السلطة وحرارة الطقس وقيود الاشتراطات الصحية… ونؤكد هنا مجدداً أن الكويتيين بتضامنهم مع القضية الفلسطينية ورفضهم للتطبيع مع الكيان الصهيوني لا ينطلقون من مشاعر عاطفية فحسب، بل أنهم يدركون خطورة المشروع الصهيوني العدواني التوسعي الذي يحاول التسيّد على منطقتنا ويخدم إحكام السيطرة الإمبريالية عليها، وضرورة مقاومته.
وفي الختام تأمل الحركة التقدمية الكويتية من الهيئات الإنسانية والخيرية وكذلك من الحكومة المبادرة في أسرع وقت إلى إطلاق حملات تبرع ودعم مادي لتعزيز صمود أهلنا في فلسطين عموماً ومداواة جراحهم، وتحديداً للمساهمة بإعمار ما دمره الصهاينة من منازل وبنى تحتية في غزة.