January 2024
15

تصريح أمين عام الحركة التقدمية الكويتية أسامة العبدالرحيم للمكتب الإعلامي في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج حول القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن الملاحة في البحر الأحمر وتأثير العمليات اليمنية، ودعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

ما تعليقكم على  قرار مجلس الأمن بشأن الملاحة في البحر الأحمر وكنتم قد وصفتم القرار بسابقة لا أساس لها في القانون كيف ذلك ؟

جاء قرار مجلس الأمن رقم 2722 بدفع من الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها وقد تجاهل عن عمد صلة ما يحدث في البحر الأحمر بالعدوان الصهيو-أميركي على غزة بوصفه السبب الحقيقي وراء ضربات القوات المسلحة اليمنية لسفن الكيان الصهيوني والسفن المتوجهة إلى موانئه في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر باب المندب والبحر الأحمر، ولم يعد خافياً على أحد أن قرار "مجلس الأمن" الأخير إنما هو في حقيقته محاولة مفضوحة لإضفاء الشرعية على تشكيل "التحالف" الأخير الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة وحلفاؤها وأتباعها في المنطقة، ونحن في الحركة التقدمية الكويتية مع تقديرنا لموقفي الصين وروسيا بالامتناع عن التصويت على هذا القرار المنحاز، ولكننا نرى بأنه كان الأجدى أن تستخدما حقهما في التصويت بالفيتو عليه لإسقاطه ومنع إصداره، فها قد استغلت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية وحلفاؤهم وأعوانهم القرار الأخير على نحو منحاز ومتجاوز لأحكام القانون الدولي عبر السابقة التي استحدثت في القرار بـ"حق الدول في حماية سفنها" لتبرير العدوان الجديد على اليمن وشعبه العزيز، في الوقت الذي تستمر فيه آلة الحرب الصهيونية بدعم دول الإمبريالية بحصد الأرواح وتدمير الأرض في غزة، وأصبحنا أمام مشهد أكثر تعقيداً وحله ستكون تكلفته أكبر.

كيف تنظرون لتأثير هجمات اليمن التي تنفذها في البحر الأحمر على المنطقة هل من الممكن أن تسبب في اشتعال كافة المناطق المحيطة؟

للعمليات اليمنية في البحر الأحمر وكذلك بعضاً منها استهدف مواقع للعدو الصهيوني جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة في أُم الرشراش "إيلات" تأثير مباشر على كيان العدو عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وضيّق الخناق عليه، وأكد على مركزية القضية الفلسطينية، فضلاً عن التأثير المعنوي السلبي على مجتمع المستوطنين الصهاينة والإيجابي لشعبنا العربي في فلسطين، كما أنها تأتي ضمن عمليات مستمرة ومتصاعدة على عدة جبهات مفتوحة منذ بداية العدوان الصهيو-أميركي من لبنان وسوريا والعراق والتي تستهدف فيه قوى المقاومة العدو الصهيوني وشركاءه في العدوان ومصالحهم دعماً لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وعملياً هذا الدور الذي تقوم به قوى المقاومة في المنطقة إضافةً لتصدي المقاومة الفلسطينية البطولي للعدو الصهيوني طوال 100 يوم من القتال تكبد فيها الصهاينة خسائر كبيرة ولم يحققوا أي إنجاز عسكري أو سياسي يُعد إنتصاراً يمحي أثر الإنتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية الذي حققته في السابع من أكتوبر بعملية طوفان الأقصى التاريخية، هو السبب الرئيسي بإفشال مشروع الإبادة والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية واستفراد العدو بالشعب الفلسطيني، وتبقى مسألة توسع رقعة الحرب مرتبطة باستمرار العدوان على غزة، فإن توقفت سيتوقف هذا التهديد كما أعلنت قوى المقاومة، أما إذا استمر العدو وحلفاءه بإجرامهم فستستمر عمليات المقاومة المشروعة وتتصاعد بحيث تُقربنا أكثر فأكثر من اشتعال المنطقة، وتقع المسؤولية الأولى والأخيرة على الكيان الصهيوني وشركاءه وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وهم من يتحمل وزر وتبعات الإخلال بالسلم والأمن في المنطقة والعالم والآثار الإقتصادية السلبية.

ما هو ردكم على قرارات مجلس الأمن التي بات من الواضح أنها  تدعم الاحتلال غالباً خاصة من خلال فشله في تمرير الكثير من القرارات الداعمة لوقف العدوان على غزة؟

كل ذلك يؤكد حقيقة أنّ "مجلس الأمن الدولي" وكذلك ما يسمى القانون الدولي تحولا على أرض الواقع إلى ألعوبة بيد الإمبريالية الأميركية لفرض هيمنتها على العالم، وأصبح المجلس عملياً أداة لصالح قوى الإمبريالية المسؤولة عن الإخلال بالأمن والسلم الدوليين بسياساتها الإستعمارية، وأنه حان الوقت لبناء نظام عالمي جديد يستجيب بشكل سليم لمتطلبات تحرر الشعوب وأمنها ويوفر أسساً جدية لمنع العدوان ولتحقيق السلم العالمي... أياً كان، فالتعويل ليس على مجلس الأمن الدولي ولا على القوانين الدولية، بل التعويل على المقاومة واستمرار الكفاح وتصعيد الضغط الشعبي، فالقوة أساسية في هذا العالم الذي تحكمه القوى الإمبريالية بالقوة، والقوة التي تنبع من فوهات البنادق المقاومة بمثابة الفيتو الشعبي في تلك القاعات الذهبية بمواجهة الفيتو الإستعماري.

وأخيراً ما هو تعليقكم على دعوى جنوب افريقيا التي رفعتها لمحكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي؟

مبدئياً هذه الخطوة لطالما كانت مستحقة ضد الكيان الصهيوني الذي قام على المجازر والإبادة والقمع والتدمير، ولهذه الخطوة أيضاً رمزية مؤثرة كونها صدرت من بلد عانى شعبه من نظام الفصل العنصري وكافح للتخلص منه، وأصبح نموذجاً بارزاً في العالم للتحرر الوطني، وقد عززت هذه الخطوة إثارة القضية عالمياً بالفعل، وأعادت إحياء ذاكرة العالم بواجباته تجاه الكيانات العنصرية والتي يُعتبر الكيان الصهيوني أحد أبرز وأكثر أشكالها بشاعة بطبيعته الإستيطانية التوسعية، والمؤسف أن الدعوى المرفوعة ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية متهمةً إياه بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية تأتي في ظل خذلان وضعف عربي وصمت للمجتمع الدولي عن الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في غزة، ونعتقد بأن أثرها على أقل تقدير على المستوى الشعبي إيجابياً ويزيد من الضغط على النظام العالمي، ولكن هذه الخطوة يجب أن تُعزّز وتُدعم من دول العالم وتحديداً الدول العربيةً والإسلامية، فذلك إلى جانب الدور الذي تقوم به المقاومة سيكون له تأثيره على الكيان الصهيوني وشركاءه وداعميه.

https://palabroad.org/ar/post/nRZE