تقرير الشال حول بطالة الشباب.
إذا كان ﻣﻘﺪراً ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻳﺨﺮج ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ هذه اﻟﻔﻘﺮة ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو ﻧﺤﻮ 24.4%، أي إن ﻧﺤﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ الأرﺑﻌﺔ ﺷﺒﺎب، ﻓﻲ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ 24-15، ﻣﺘﻌﻄﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، ﺑﺈﺟﻤﺎﻟﻲ ﻗﺪرﻩ ﻧﺤﻮ 3.6 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺎب وﺷﺎﺑﺔ ﻣﺘﻌﻄﻠﻴﻦ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﻌﺪل 15.5% ﻋﺎم 2007، ﻗﺒﻞ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺁﺧﺮ أرﻗﺎم ﻣﻜﺘﺐ اﻹﺣﺼﺎء اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ "ﻳﻮروﺳﺘﺎت" واﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ أﺑﺮﻳﻞ 2013.
وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ دول ﻣﺤﺪدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو، اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 17 دوﻟﺔ، ﻓﺈن اﻟﻴﻮﻧﺎن ﺗﺒﺪو اﻷﺳﻮأ ﺣﺎﻻً ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺤﻮ 62.5%، أي إن ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ الخمسة ﺷﺒﺎب ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﺘﻌﻄﻠﻮن، وأﻋﻠﻰ، كثيراً، ﺑﻨﺤﻮ 39.6 ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺪل ﻋﺎم 2007 اﻟﺒﺎﻟﻎﻧﺤﻮ 22.9%. أﻣﺎ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﺎﻣﺲ أكبر اﻗﺘﺼﺎد أوروﺑﻲ، ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﻮء ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﻨﺤﻮ 56.4%، ﺑﺎرﺗﻔﺎع، أكثر ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻔﻴﻦ، ﻋﻦ ﻣﻌﺪل ﻋﺎم 2007 اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻧﺤﻮ 18.2%. وﻃﺒﻌﺎً، ﺟﻤﻴﻊ هذه اﻟﻨﺴﺐ هي اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو ﻋﺎم 1999، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻷهمية اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺘﺮة اﻟﺮاهنة، وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس، وﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻌﺎم 2012، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﺗﺠﺎﻩ ﺑﻄﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻻ ﻳﺰال ﻧﺤﻮ اﻻرﺗﻔﺎع.
هذه اﻷرﻗﺎم ﺧﻄﻴﺮة ﻟﺪرﺟﺔ ﺣﺪَت ﺑﻮزﻳﺮ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ "وﻟﻔﻐﺎﻧﻎ ﺷﻮﺑﻞ" ﻟﻠﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ "آﺎرﺛﺔ"، ﻗﺪ ﺗﺆدي ﻟﺨﺴﺎرة اﻟمعركة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺣﺪة اﻷوروﺑﻴﺔ، ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺮدﱢ ﻓﻌﻞ ﺷﺒﺎب أوروﺑﻲ ﻣﺘﻌﻠﻢ ﺗﺴﻮء أﺣﻮاﻟﻪ ﻟﺨﻤﺴﺔ أﻋﻮام ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻣﺬ ﺑﺪأت اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﺎم 2008، وﺁﻣﺎﻟﻪ ﺑﺘﺤﺴﻦ اﻷوﺿﺎع ﺗﺨﻔِﺖ ﻣﻊ الإعلان ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ أرﻗﺎم اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.
آﻤﺎ إن ﻧﺴﺐ ﺑﻄﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب هذه أﻋﻠﻰ، كثيراً، ﻣﻦ ﻧﺴﺐ ﺑﻄﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، واﻟﻤﻘﺪرة ﺑﻨﺤﻮ 12.6% ﻋﺎم 2013، وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻬﻢ ﺑﻌﻨﻮان "اتجاهات اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ 2013: ﺟﻴﻞ ﻓﻲ ﺧﻄـﺮ"، اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ 8 ﻣﺎﻳﻮ 2013، ﺑﻞ إن ﻧﺴﺐ ﺑﻄﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو أﻗﺮب ﻟﻨﺴﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪر اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﻧﻔﺴﻪ، ﺑﻄﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺑﻨﺤﻮ 28.3%، وﻧﺤﻮ 23.7% ﻟﺸﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وهما اﻟﻨﺴﺒﺘﺎن اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
وﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﺘﺼﻮر أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب، ﻓﻮﻓﻘﺎً ﻷرﻗﺎم اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ اﻟﺠﺪد ﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ 4.3%، ﻟﻸﻋﻮام اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻓﺈذا كان ﻣﻄﻠﻮﺑﺎً، ﻓﻌﻠﻴﺎً، ﺗﻮﻇﻴﻒ 9,599 ﺷﺎﺑﺎً وﺷﺎﺑﺔاﻧﻀﻤﻮا ﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻞ ﻋﺎم 2012، ﻓﺈن هذا اﻟﻌﺪد ﻗﺪ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﻣﻌﺪﻟﻪ 18.5 أﻟﻔﺎً ﺳﻨﻮﻳﺎً، ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 2017، ﺑﺈﺟﻤﺎﻟﻲ ﻗﺪرﻩ 92.5 أﻟﻔﺎً ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات، ﻓﻘﻂ، وﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ؛ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ إﻟﻰ ﻗﻮة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ واﺣﺪة ﻳﻘﺎرب ﻣﺠﻤﻮع ﻋﺪد ﻣﻮﻇﻔﻲ وزارﺗﻲ اﻹﻋﻼم واﻟﺸﺆون اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻴﻦ، ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﺎم 2011، وﻳﻤﺜﻞ أكثر ﻣﻦ ﺿﻌﻔﻲ ﻣﻮﻇﻔﻲ أكبر ﺑﻨﻮك اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﺑﻨﻚ اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﻮﻃﻨﻲ، اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻴﻦ وﻏﻴﺮ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻴﻦ.
وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ أكثر اﻟﻤﺆﺷﺮات ﻋﻠﻰ أداء أي اﻗﺘﺼﺎد أهمية، وﻋﺎدة ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺧﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺗﺨﻄﻴﻄﺎً ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ وإﺻﻼﺣﺎت ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﻀﻤﺎن ﺧﻠﻖ اﻟﻌﺪد اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ وﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻓﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺤﻞ ﺑﻘﺮار إداري ﻓﻘﻂ، ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺎﻋﺪ، إﻧﻤﺎ ﺑﺮؤﻳﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻷﻋﻮام. أﻣﺎ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب، ﺗﺤﺪﻳﺪاً، ﻓﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻔﺠﺮ، كون اﻟﺸﺒﺎب هم الأكثر ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻄﺎء، وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، اﻷﻗﻞ ﻗﺒﻮﻻً ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﺧﻠﻖ وﻇﺎﺋﻒ، وهو اﻟﻔﺸﻞ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ ﺛﻮرات اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﺟﺬورﻩ راﺳﺨﺔ ﻓﻲ دول اﻟﺒﺘﺮول اﻟﻌﺮﺑﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮي ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﻤﺎل، وﻋﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ ﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ أو اﻟﺴﻘﻮط ﺑﺘﺒﻌﺎﺗﻪ.
منقول عن تقرير الشال الصادر 09 يونيو 2013