تعليق الحركة التقدمية الكويتية على إلغاء القانون ٧٩ لسنة ١٩٩٥ في شأن الرسوم والتكاليف المالية... والتنبيه إلى ضرورة مراعاة العدالة الاجتماعية في حال استحداث رسوم جديدة أو زيادة الرسوم الحالية وعند إعادة تسعير الخدمات العامة
بصدور مرسوم القانون ١ لسنة ٢٠٢٥ بإلغاء القانون ٧٩ لسنة ١٩٩٥ في شأن الرسوم والتكاليف المالية مقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة، الذي كان يشترط إصدار قوانين وليس مجرد قرارات حكومية لاستحداث أي رسوم جديدة أو زيادة الرسوم والتكاليف العامة التي كانت قائمة، فقد أصبح الباب الآن مفتوحاً أمام أن تستحدث الجهات الحكومية المختلفة المزيد من الرسوم والتكاليف العامة الجديدة أو تزيد من الرسوم والتكاليف المعمول بها حالياً، التي لا يتطلب استحداثها أو زيادتها في ظل الوضع الراهن إصدار قانون خاص بذلك، وإنما سيتم استحداثها أو زيادتها عبر إصدار مجلس الوزراء قرارات بذلك.
وما يهمنا الآن على نحو مباشر هو التنبيه إلى أحكام الدستور في هذا الشأن، إذ تقضي المادة ٢٤ من الدستور بأنّ "العدالة الاجتماعية أساس الضرائب والتكاليف العامة"، كما تقضي المادة ٤٨ من الدستور بأن "أداء الضرائب والتكاليف العامة واجب وفقاً للقانون. وينظم القانون إعفاء الدخول الصغيرة من الضرائب بما يكفل عدم المساس بالحد الأدنى اللازم للمعيشة"... وهذه أحكام ملزمة يجب مراعاتها عند استحداث أي رسوم أو تكاليف عامة جديدة مقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة أو في حال التوجّه لزيادة الرسوم الحالية.
وتكمن أهمية هذا التنبيه إلى ما يعانيه غالبية العاملين في الحكومة في الوقت الحالي جراء جمود رواتبهم منذ العام ٢٠١٢، التي لم تتم زيادتها منذ ذلك الحين، بل لقد طال انتظار تلبية زيادتها المستحقة وتأجيل القرارات المستحقة بشأن تحسين مستوى المعيشة، وذلك رغم الارتفاع المطّرد للتضخم والمعاناة من الغلاء وزيادة الأسعار، ما سيضيف المزيد من الأعباء المعيشية والمعاناة على ذوي الدخول الصغيرة في حال فتح الباب أمام استحداث رسوم جديدة أو زيادة الرسوم الحالية.
والخشية كذلك أن تؤدي إعادة تسعير الخدمات العامة، الذي تشير إليه المذكرة الإيضاحية لمرسوم القانون الجديد، إلى تشديد الضغوط على مستوى المعيشة في حال زيادة تسعير هذه الخدمات.
الكويت في ١٩ يناير ٢٠٢٥