التيار التقدمي الكويتي ثلاثة أعوام من النضال والعمل
أقام التيار التقدمي الكويت، مساء يوم أمس السبت، احتفالية بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على تأسيسه في ديوان الزميل ناصر ثلاب بمنطقة مبارك الكبير، وحضر الاحتفالية أعضاء التيار التقدمي واصدقاؤه ومجموعة من ممثلي التيارات والكتل السياسية.
وقد ألقى الزميل محمد نهار الظفيري كلمة التيار التقدمي الكويتي بهذه المناسبة وكان نصها :
"قبل ثلاثة أعوام تحديداً في يوم السابع من فبراير من العام ٢٠١١ جرى الإعلان عن تيارنا التقدمي الكويتي... وهذه بالتأكيد ذكرى عزيزة على قلوب اليساريين والتقدميين الكويتيين، نستذكر فيها تجربتنا خلال الأعوام الثلاثة المليئة بالحركة والحافلة بالأحداث المتسارعة...أن تأسيس التيار التقدمي لم يأت من فراغ ولا لرغبات ذاتية، إنما كان استجابة لضرورات موضوعية فرضها تطور المجتمع الكويتي وتطور حركته السياسية؛ اللذان اقتضيا أن يكون في الكويت تيار سياسي يعبر عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية والمهمشة، ويتبنى هموم المواطن البسيط ومشكلاته ويدافع عن حقوقه ويطرح مطالبه.
ويرفع هذا التيار التقدمي راية العدالة الاجتماعية مثلما يرفع رايتي التقدم والديمقراطية، إذ أن التيار التقدمي يناضل من أجل الديمقراطية الحقة التي هي ديمقراطية سياسية وديمقراطية اجتماعية في آن واحد، ديمقراطية يدير فيها الشعب شؤونه ويتحقق في ظلها إطلاق الحريات العامة والشخصية، وتتحقق فيها العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.
خلال هذه الأعوام عملنا على توسع تيارنا؛ حيث أصبحت هناك لجان جغرافية وقطاعية في مختلف محافظات الكويت، كما ركزنا على الجانب التنظيمي الداخلي وحرصنا على إعداد مناضلين تقدميين قادرين على تمثيل التيار التقدمي بوعيهم السياسي، ويكونون قدوة وطليعة في العمل الميداني.
وعملنا على الجانب الجماهيري والنضالي السياسي الديمقراطي والاجتماعي، حيث كانت مشاركاتنا فاعلة في التصدي للنهج السلطوي وعقلية المشيخة ومن أجل التطوير الديمقراطي؛ فقد كانت كوادرنا عنصراً أساسياً في الحراك الشعبي الاحتجاجي وتجمعاته ومسيراتة وقدمنا تسعة معتقلين من صفوفنا خلال العامين السابقين، وكذلك كنا حازمين في مواجهة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية المنحازة لمصالح قوى الحلف الطبقي المسيطر، ولم نتغافل كذلك عن التصدي لدعوات القوى المتزمتة للمساس بالحريات الشخصية وتغيير الطابع المدني للدولة، كما كانت لنا مساهمات واضحة في تأسيس "الجبهة الوطنية لجماية الدستور" وقدنا "اللجنة الشعبية لمقاطعة الانتخابات" ووضعنا الوثائق الأساسية لائتلاف المعارضة، وقدمنا "رؤية التيار التقدمي الكويتي للإصلاح الديمقراطي" كخارطة طريق للانتقال إلى نظام برلماني ديمقراطي.
ولم نغب يوماً عن مشاركة جزء من شعبنا ممثلاً بالكويتيين البدون في نضالهم الذي هو جزء من نضالنا وطالبنا بحل عادل ونهائي لقضيتهم التي هي جزء من قضايانا الوطنية، وفي الوقت نفسه أولينا اهتماماً خاصاً للمطالب الاجتماعية والمشكلات المعيشية للفئات الشعبية مثل التضخم وغلاء المعيشة والبطالة ومشكلة الإسكان وارتفاع الإيجارات وأزمة الجسد الصحي والتصدي لسعي السلطة لترشيد الإنفاق و رفع الدعم عن السلع، ودعمنا الحركة النقابية للطبقة العاملة في دفاعها عن حقوق العمال والتصدي للسياسات الاقتصادية النيوليبرالية الموجهة لخدمة كبار رؤوس الأموال.
في الأعوام الثلاثة السابقة كان هناك دائماً رأي واضح للتيار التقدمي الكويتي تجاه مختلف القضايا والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البلاد، وهذا ما عبرت عنه بياناتنا وتصريحاتنا الصحفية المنشورة في الصحف المحلية والعربية والعالمية؛ حيث قدمنا تحليلات واقعية أثبتت الحياة صحتها مثلما تم اتخاذ مواقف وتوجهات اتسمت بالوضوح والمبدئية والجرأة، وبالطبع كانت مواقفنا واضحة ولم نجامل فيها أحداً على حساب ما نراه من مبادئ وأسس، مثلما هذه المواقف كانت تتسم بالمرونة والتفهم لضرورات العمل السياسي وتعقيداته بعيداً عن الجمود والتزمت.
إن التيار التقدمي الكويتي بعد ثلاثة أعوام من انطلاقته أصبح واحداً من أبرز مكونات الحياة السياسية الكويتية، وعلينا خلال السنة المقبلة أن نواصل طريقنا النضالي بعزم وتصميم وثبات دفاعاً عن المصالح الوطنية وذودأ عن حقوق الشعب وتلبية لمطالب الجماهير وتحقيقاً للتطوّر الديمقراطي.
عاش نضال الشعب الكويتي في مواجهة النهج السلطوي ومن أجل التغيير الديمقراطي..
ومعاً من أجل وطن حر و شعب سعيد.. "
ألقى الزميل أحمد الديين كلمة تقدير بحق الزميل النقابي عمار العجمي (شافاه الله) مستعرضاً تاريخه النقابي العمالي ونضاله طوال اربعين عاما, كما زار المكتب التنفيذي للتيار التقدمي الكويتي الزميل عمار حمود العجمي في المستشفى وتم منحه درع تذكاري تقديراً لدوره الريادي كمناضل تقدمي ونقابي منذ أربعين عاماً.