اللجنة المركزية في الحركة التقدمية الكويتية تحيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بذكرى انطلاقتها الـ ٥٦
الرفيقات والرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
نبرق لكم بالتحية الرفاقية وأنتم في ساحات النضال تمثلون رأس حربة قوى التحرر والثورة العربية بمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب بجانب رفاق الكفاح والسلاح من الفصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة والضفة الغربية.
ونثني التحية لشعبنا العربي في فلسطين، فرغم جرائم المجازر والتدمير والحصار التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية إلا أنه لم ينكسر صموده وما زال ثابتاً خلف مقاومته في حربٍ لا يحكمها إلا قانون القوة، وليست في الأرض قوةٌ أقوى من إرادة الشعوب، ولا هناك عزيمةٌ أصلب من عزيمة الشعب الفلسطيني الأبي.
انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل ٥٦ عاماً؛ جبهةً للمقاومة؛ جبهةً للعمال والفلاحين والفقراء؛ جبهةً رافضة للمساومة والتسويات؛ جبهةً مشتعلة تخوض النضال التحرري بكل ثبات على المبادئ القومية والوطنية التي تأسست عليها، وعلى الطريق الذي سار به المناضل الثوري الكبير جورج حبش؛ حكيم الثورة الفلسطينية المظفرة، وأسس ورفاقه عليه جبهتكم المناضلة، واقتداءً بالشهيد القائد أبوعلي مصطفى الذي استشهد على طريق التحرير وانبثق بارتقاءه الجناح العسكري المقاتل للجبهة، وبعزم وصلابة أمينها العام الأسير أحمد سعدات، ها هي كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى تدك العدو بالقذائف والصواريخ وتشتبك في ميادين وشوارع فلسطين مع المحتلين الصهاينة وتعزز الصمود الشعبي وترسخ الوعي الثوري وتصدح بصوت الحق بوجه الظلم والطغيان.
تمر الذكرى السادسة والخمسين لإنطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع دخول الشهر الثالث لعدوان الإحتلال الصهيوني الهمجي على غزة والضفة بدعم ومشاركة القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية في ظل تواطؤ وتآمر دولي وخذلانٍ وضعفٍ عربي وخيانة المطبعين أمام مجازر راح ضحيتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ والأطباء والإعلاميين وتدمير لبيوت ومدارس ومستشفيات ومؤسسات مدنية وإغاثة وتلويث وحصار يمنع الغذاء والدواء والإحتياجات الأساسية للحياة، ما حملكم وإخوانكم في المقاومة حمل مواجهة كبرى في حرب غير متكافئة؛ ظالمة؛ لا أخلاقية، صعبة، نؤمن فيها أنكم كما جاء بتعبير القيادي في الجبهة؛ الأديب الثوري غسان كنفاني "المبعث الأخلاقي في عالم لم يقدم لنا سوى الشر" وأن الثورة الفلسطينية كما قال حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش "قامت لتحقيق المستحيل لا الممكن".
في مقابل ذلك نشهد صموداً بطولياً للشعب الفلسطيني وقتالاً ضارياً غير مسبوق لمقاومته الباسلة، وسخطاً شعبياً عالمياً جرف بطوفانه السردية الإمبريالية وأعاد الإعتبار للقضية الفلسطينية وصدّرها، وإنكشافاً فاضحاً لازدواجية معايير الدول الغربية الإستعمارية وسقوط إعلامها الكاذب واشتداد أزمة نظامهم الرأسمالي العالمي وتصاعد حدة المواجهات العسكرية والإقتصادية بين الأقطاب الدولية وتداعيات الضربة الموجعة التي وجهتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعملية طوفان الأقصى الكبيرة في السابع من أكتوبر والتي حققت بها إنتصاراً عسكرياً وسياسياً إستراتيجياً على الكيان الصهيوني أفقده توازنه وكشف مدى هشاشته وعجزه عن الإستمرار بوظيفته الرئيسية للإمبريالية بوصفه مخفراً لحماية وتأمين مصالحها، فقد اتضح أنه هو الذي بحاجة لحماية، وكشفت أزمته التي يعانيها بفعل انعكاس أزمة المركز الإمبريالي على ملحقاته وأذرعه حقيقته الفاشية للعالم، فما سيطرة ما يطلق عليه باليمين على القرار السياسي والعسكري في كيانهم الإستيطاني إلا صورة واضحة لماهيته، ونحن على ثقة تامة بأنكم نـدٌ لهذا العدو الهشّ مهما بلغ حجم عتاده ومهما كانت ظروفكم، وخلفكم الشعب العربي وشعوب العالم تخوض النضال على كل المستويات وبكل المجالات تضامناً ودعماً للشعب الفلسطيني ونصرةً لقضيته العادلة؛ قضية الأمة العربية المركزية؛ قضية الشعوب الأولى.
وفي الختام، تحيي الحركة التقدمية الكويتية صمود جبهتكم ونضالكم، ونتطلع لتعميق العلاقة الرفاقية بين تنظيمينا ومضافرة جهودنا لما فيه مصلحة الطبقات العاملة والمفقرة وشعوب أُمتنا ونضالنا المشترك ضد الإمبريالية والصهيونية للتحرر من الإحتلال والتبعية.
عاش نضال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..
عاش كفاح الشعب الفلسطيني..
عاشت المقاومة..
المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى..
اللجنة المركزية للحركة التقدمية الكويتية
١٠ ديسمبر ٢٠٢٣