الحركة التقدمية الكويتية: تحية إلى صمود الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة… ونحذر من غدر الكيان الصهيوني وكذب داعميه
في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء الموافق ٢٧ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٤ دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبذلك يكون لبنان بصمود شعبه الأبي وبمقاومته الباسلة قد كسر عنجهية الكيان وداعميه وأحبط المخططات الصهيوأميركية التي كانت تستهدف القضاء على المقاومة وتحطيم إرادة الشعب اللبناني وإخضاعه لشروط استسلام مذلة تحقق تقدم يمهد لبسط ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنه نتنياهو في خطاب إعلانه غزو الأراضي اللبنانية، وكان العكس هو الصحيح، حيث اصطدم الجيش الصهيوني المدعوم أميركياً بمقاومة شرسة دمرت آلياته من دبابات ومدرعات وأسقطت المئات من القتلى والآلاف من الجرحى في صفوف قواته التي عجزت عن تثبيت أقدامها في الأراضي اللبنانية، ورزحت هياكل مدن الكيان المصطنعة على أراضي فلسطين المحتلة تحت قصف الصواريخ والمسيرات حتى أشعلت النيران في عاصمته ومدنه الرئيسية والإقتصادية، فضلاً تهجير كل مستوطني شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدمير مستوطناتهم، وتكرار إنزال الملايين منهم للملاجئ على مدار شهرين في كل أرجاء الكيان، وعلاوة على ذلك كانت الخسائر الإقتصادية الهائلة التي لن يتعافى منها الكيان الهش بحيث هرع قادته مجبرين تحت النار لحماتهم الإمبرياليين للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد أن اختنق بكل ما عمقت به المقاومة اللبنانية أزمته.
إن ثقتنا بالمقاومة لا تتزعزع كما هي أقدام المناضلين في الميادين التي شهدت على ما أكدناه مراراً وتكراراً بتمسّكنا بخيار المقاومة والصمود الذي راهنّا عليه.. والذي أثبت أنه الخيار الوحيد في مواجهة الإمبريالية وكيانها الصهيوني الغاصب، فالمحتل لا يفهم إلا لغة القوة التي تستمدها حركات التحرر والمقاومة أولاً وأخيراً من صمود شعوبها خلفها، وما كان صمود لبنان إلا نموذجاً مشرفاً ومقاومته مثالاً نستلهم منه معاني وقيم الوفاء والعطاء والتضحية على طريق التحرير والنصر الكامل الذي ستتوّج به الأمة بإنتصارٍ مماثل ستحقّقه المقاومة الفلسطينية الباسلة وشعبها الصامد حتماً في تصديهم للعدوان الصهيوني وردعه وإيقاف حربه الإبادية لنبدأ فصلاً تاريخياً جديداً عنوانه إقتلاع الكيان المزروع على أرضنا العربية ودحر الإمبريالية.
إننا في الحركة التقدمية الكويتية إذ نثمن هذا الإنجاز الكبير في هذه الحرب لشعوب أمتنا، فإننا نؤكد على أنه لطالما بقي الكيان الصهيوني سيظل كل وقفٍ لإطلاق النار تحت أي مسمى هو بمثابة هدنةً مؤقتة في حربٍ طبقيةٍ وطنيةٍ قومية تحررية سلسلة معاركها لم ولن تنتهي إلا بالتحرير… ولكننا في الوقت نفسه نحذر من أن العدو الصهيوني وقادته المأزومين لا يؤمن جانبهم، ورعاته الإمبرياليية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ليسوا أهلاً للثقة، والتجارب معهم كلها تثبت أن الرهان على إلتزامهم كارثي، ونحمل مجلس الأمن مسؤولياته كمعني بضمان الأمن والسلم الدوليين، كما أننا ننبه دول المنطقة وتحديداً الدول العربية إلى مسؤوليتها بضمان أن لا يعود الكيان لشن عدواناً جديداً على لبنان كما يضمر خطاب المجرم نتنياهو الذي ألقاه مخزيَّاً بهزيمته بإعلانه التوقيع على إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك حتماً لن يكون إلا بإجباره على إلحاق قرار وقف العدوان على لبنان بقرارٍ يرضخ فيه لشروط وقف إطلاق النار في غزة، فلطالما استمر العدو الصهيوني بحربه الإبادية على قطاع غزة وتماديه في الضفة الغربية لن تستقر المنطقة، وحتماً يجب أن يتضح للصهاينة أنه عليهم التخلي عن أوهامهم بتطبيق خططهم الإجرامية الهادفة لتصفية الوجود الفلسطيني في فلسطين، ويجب أخذ كافة الإحتياطات والحذر من خرقٍ محتمل من طرف الصهاينة وداعميهم لأي إتفاق كما هي عادتهم، والتجهيز لما يتطلبه ردع أي مخطط غدر يخفيه الأعداء خلف قناع الدبلوماسية الخداعة.
وفي الختام؛ نجدد الدعوة لقوى شعوبنا الحية وأحرار العالم للاستمرار في حملات الضغط التضامنية والداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته حتى وقف العدوان الصهيوني الهمجي على غزة والضفة الغربية ورفع الحصار وإدخال المساعدات وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيوإمبريالية، ومن ثم إنجاز صفقة تبادل أسرى جدية.
عاشت المقاومة
الحرية لفلسطين
تحيا الأمة العربية
تسقط الصهيونية
الكويت في ٢٧ نوفمبر/ تشرين ثاني ٢٠٢٤