جريدة الراي / «التيار التقدمي» احتفل بالذكرى الرابعة لتأسيسه: سنواصل النضال دفاعاً عن المصالح الوطنية
كتب ناصر المحيسن
دعا التيار التقدمي الكويتي، إلى إجراء ما أسماه «مراجعة نقدية شاملة للحراك الشعبي ورسم خطة واقعية سياسية جديدة له تعتمد بالدرجة الأولى على العمل المنظم المثابر وطويل النَفَس من أجل رفع مستوى الوعي السياسي للجماهير».
وقال المشاركون في الاحتفالية التي نظمها التيار لمناسبة بالذكرى الرابعة لتأسيسه، واستضافتها ديوانية العضو عبدالهادي الجميل، في منطقة فهد الأحمد، مساء أول من أمس انه«علينا ان ندرك جيدا ما تواجهه الحركة الشعبية من صعوبات وتحديات وما تعانيه من تشرذم وشلل وخلل».
وأضاف المشاركون في الاحتفالية«اننا ندرك في الوقت ذاته أنّ نهج الحكومة يتناقض تماماً مع مصالح الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الكويتي»، مؤكدين أنّ«انحسار الحراك الشعبي لا يعني موته».
وقالت عضو التيار فاطمة درويش،«بعد أن التيار أنجز هذه السنة نقلة مهمة في مسيرته التنظيمية وذلك بالانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة العمل المؤسسي المنظم التي تمثلت في انعقاد المؤتمر العام الأول للتيار التقدمي في السابع من نوفمبر الماضي».
وأضافت درويش، انه«في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، وتحديداً في يوم السابع من فبراير العام 2011 جرى الإعلان عن التيار وهي مناسبة عزيزة على قلوبنا حيث نستذكر فيها تجربتنا خلال الأعوام الأربعة الماضية وما شهدته من أحداث وتطورات والدور المتنامي الذي لعبه التيار التقدمي الكويتي خلالها».
وتابعت«يجب أن يكون واضحاً أنّ تأسيس التيار لم يكن بناء على رغبة ذاتية لأحد ولم يأت من فراغ، وإنما كان استجابة لحاجة الطبقة العاملة والفئات الشعبية متدنية الدخل من العمال وصغار الموظفين والمتقاعدين والكويتيين البدون والمهمشين إلى قيام تيار سياسي يعبّر عن مصالحهم؛ ويدافع عن حقوقهم في العيش الكريم؛ ويلبي تطلعاتهم في العدالة الاجتماعية».
وأوضحت درويش، انه «كان لابد من أن نحدد هويتنا وخطنا بكلمات قليلة فنحن التيار الذي يدافع عن المستضعفين والمهمشين وذوي الدخول المتدنية والبسطاء من أجل حياة كريمة»مؤكدة ان«التقدمي»ليس تيار النخبة.
وشددت على ان«التيار معني بالدفاع عن حقوق المرأة، والذي ينادي بالعدالة الاجتماعية وبالديموقراطية والدولة المدنية رغم الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد التي يمر بها.
ورأت درويش،أن التيار وهو يغادر عامه الرابع أصبح اليوم بحق واحداً من أبرز مكونات الحياة السياسية الكويتية «مضيفة» علينا خلال السنوات المقبلة أن نواصل طريقنا النضالي بعزم وتصميم وثبات دفاعاً عن المصالح الوطنية وذودا عن حقوق الشعب وتلبية مطالب الجماهير».
من جانبه، قال المنسق العام للتيار التقدمي ضاري الرجيب إن«القوى التقدمية تواجه تحديات سياسية واقتصادية-اجتماعية ووطنية ونضالية وتنظيمية ليست بالهينة، قد تؤدي إن لم يتم مواجهتها بنضال مستمر وعمل دؤوب إلى تراجعها سياسياً وتراجع ثقة الجماهير بها».
وأوضح الرجيب ان«التحدي الاقتصادي الذي يواجهه التيار يكمن في النضال ضد التوجهات النيوليبرالية التي تدعو إلى إلغاء الدور الاقتصادي للدولة, وتصفية المكتسبات والضمانات الاجتماعية، وتحلل رأس المال من مسؤوليته الاجتماعية في تمويل الميزانية وتوفير فرص العمل».
وأضاف«أما التحدي الثاني فيتمثل في التحدي السياسي من أجل انتزاع حق وجود أحزاب سياسية».
وشدد الرجيب، على ان التحديات الوطنية تتمثل في تجاوز التقدميين واليساريين في تمثيلهم للفئات الشعبية للنعرات الطائفية والقبلية والمناطقية والفئوية، مع التأكيد على أن الانقسام الحقيقي في المجتمع هو الانقسام الطبقي».
ورأى ان «التقدميين واليساريين يتمثلون في قيم الدولة المدنية مع الرفض الواضح للدولة الدينية أو ما يسمى الدولة المدنية بمرجعية دينية، من دون تنكر للهوية الحضارية ومن دون مساس بالعقيدة الدينية».
بدوره، أكد عضو التيار التقدمي، أحمد الديين، ان «هناك حاجة موضوعية لوجود قوى يسارية لتكون لسان حال الفئات الشعبية»، مستذكرا، «أول تيار يساري تقدمي في الكويت الذي كان يعد العصبة الديموقراطية في خمسينات القرن الماضي»، مبينا ان «وجود القوى التقدمية اليسارية كان لأسباب موضوعية واقتصادية».
من جانبه، بين عضو التيار التقدمي الدكتور فواز فرحان،ان «البطالة وانعدام التنمية هي عوامل تؤدي لوجود القوى التقدمية»، مشيرا إنه «يجب على القوى اليسارية ان تقدم نقدا ذاتيا لنفسها لمعالجة أي أخطاء ذاتية لتراجعها».
منقول عن جريدة الراي الكويتية تاريخ ٩-٢-٢٠١٥