بيان صادر من التيار التقدمي الكويتي حول ضرورة تحقيق انفراج سياسي ورفض الوثيقة الاقتصادية الحكومية
أصبح واضحاً للعيان مدى الرفض الشعبي الواسع للنهج السياسي غير الديمقراطي وللسياسات والإجراءات الاقتصادية المنحازة طبقياً ضد مصالح الغالبية الساحقة من الشعب المثبتة فيما يسمى الوثيقة الاقتصادية الحكومية، التي سبق أن أقرّها المجلس المنحل.ولقد كان التيار التقدمي الكويتي يؤكد منذ سنوات ولا يزال على ضرورة الإسراع في تحقيق حالة من الانفراج السياسي في البلاد تفتح الباب أمام معالجة الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد جراء نهج الانفراد بالقرار والعبث بالنظام الانتخابي والتضييق على الحريات،إلى جانب مطالبته بالتراجع عن السياسات والإجراءات الاقتصادية الحكومية التي تلقي عبء أزمة عجز الميزانية على كاهل الطبقات الشعبية من عمال وموظفين صغار ومتقاعدين.ونحن في التيار التقدمي الكويتي نتابع ما يجري طرحه هذه الأيام من اقتراحات بقوانين في مجلس الأمة وما يتم إعلانه من دعوات ومطالبات نيابية في هذا الشأن، ولكننا نرى أنّ هناك حالة من التفاؤل غير الواقعي الذي يقفز على حقيقة أنّ السلطة ليست في وارد التجاوب مع هذه الدعوات والمطالب، بل أنها ستبذل جهدها لعرقلة إقرار أي اقتراحات بقوانين تتعارض مع نهجها السياسي غير الديمقراطي أو تعترض على توجهاتها الاقتصادية المنحازة لصالح قلة من كبار الرأسماليين، وبالتالي فإنه سيكون من الخطأ التعويل فقط على قدرة مجلس الأمة وحده بمعزل عن الدور المهم للرأي العام الشعبي الضاغط في تحقيق مطالب الإنفراج السياسي ورفض السياسات الاقتصادية الحكومية غير العادلة اجتماعياً.ومن هنا، فإننا في التيار التقدمي الكويتي ندعو بوضوح إلى العمل على تشكيل رأي عام شعبي ضاغط على السلطة لدفعها إلى الإسراع في قبول مطلب إلغاء القرارات الانتقامية الانتقائية الجائرة بإسقاط الجنسية الكويتية وسحبها وفَقْدها من عدد من المواطنين الكويتيين لأسباب سياسية، ورفض أي محاولات للالتفاف على هذا المطلب الحقّ بطرح ما يسمى إعادة تجنيس هؤلاء المواطنين، مع تأكيدنا على أهمية إصدار قانون بتحصين حقّ المواطنة من العبث الحكومي تحت ذريعة القرارات السيادية.كما أننا في التيار التقدمي الكويتي ندعو إلى ضرورة أن يكون هناك تحرك شعبي ونيابي لإصدار قانون للعفو الشامل وفق المادة 75من الدستور على المحكومين والملاحقين في قضايا الرأي والتجمعات، بحيث يتم وقف الملاحقات وإلغاء الاتهامات والأحكام والعقوبات التبعية المتصلة بها، مع تأكيدنا على المطلب الملحّ بالإسراع في إطلاق سراح سجناء الرأي والتجمعات.هذا إلى جانب دعوتنا إلى مواصلة الضغط الشعبي لإقرار قوانين من شأنها إلغاء قانون مدّ فترة الحبس الاحتياطي الذي أصبح يمثّل عقوبة سابقة على الحكم القضائي، وإلغاء قانون البصمة الوراثية وعدم الاكتفاء بتعديله، وإلغاء ما يسمى قانون المسيئ وعدم الاكتفاء بتصحيح ما به من أخطاء تتصل بتطبيقه، إلى جانب ضرورة وضع حصر قانوني دقيق للأحكام القضائية التي يترتب عليها الحرمانمن الحق في الانتخاب والترشيح يمنع التوسع المتعسف في ذلك، وكذلك إلغاء الأحكام المقيّدة لحرية التعبير عن الرأي في قانون الإعلام الإلكتروني، علاوة على مراجعة مختلف القوانين المقيدة للحريات.أما على مستوى التصدي للنهج الاقتصادي الحكومي المنحاز لصالح قلة من كبار الرأسماليين ضد مصالح الغالبية الساحقة من الجماهير الشعبية فإننا في التيار التقدمي الكويتي ندعو بوضوح إلى أن يكون هناك رفض نيابي صريح يكون متوافقاً مع الرفض الشعبي المعلن للوثيقة الاقتصادية الحكومية المسماة بوثيقة "الإجراءات الداعمة لمسار الإصلاح المالي والاقتصادي – المدى المتوسط" التي سبق أن صدرت في 13 مارس 2016 عن لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الوزراء متضمنة مجموعة من السياسات ومشروعات القوانين والقرارات والإجراءات التقشفية التي من شأنها إقرارها الإضرار بالطبقة العاملة والفئات الشعبية والوسطى والمساس بحقوقها المكتسبة وتخفيض بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية وتصفية القطاع العام وتقليص الدور الاقتصادي للدولة... ونرى أن البديل العادل اجتماعياً لمعالجة العجز في الميزانية إنما يتمثّل في فرض ضرائب تصاعدية على الدخول الكبيرة للبنوك والشركات وذلك للمساهمة في تمويل الميزانية العامة للدولة وتحمّل القطاع الخاص مسؤولياته في توفير فرص عمل للشباب الكويتي للتخفيف على الدولة في هذا الشأن، إلى جانب ضرورة وضع حدّ للتنفيع والفساد وأوجه الصرف البذخي غير الضرورية التي تهدر مليارات الدنانير من الأموال العامة.وختاماً يؤكد التيار التقدمي الكويتي ثقته الأكيدة في قدرة الشعب الكويتي، عاجلاً أم آجلاً، على نيل مطالبه في استعادة حقوقه الديمقراطية وتحقيق أمانيه في العدالة الاجتماعية والتقدم والتنمية وبناء الكويت الجديدة.الكويت في 19 ديسمبر "كانون الأول" 2016