وليد الرجيب: الدعوة للتقارب الخليجي الإسرائيلي.
لا أعلم لم تذكرتُ كلمة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه عندما قال:» اننا سنكون آخر من سيطبّع العلاقات مع اسرائيل»، ربما بسبب اللغط الدائر هذه الأيام والتلميحات والتمهيدات بضرورة تقارب وتطبيع دول الخليج مع اسرائيل.فقد صدر بتاريخ 6 أكتوبر الماضي بيان سياسي من قوى المعارضة البحرينية وقعت عليه ست جمعيات سياسية، يحذّر فيه سُلطات البحرين من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وينتقد مقالات وتغريدات وكيل وزارة الخارجية البحريني للشؤون الاقليمية ومجلس التعاون، الذي أشار الى معلومات تُفيد بعقد لقاءات بين مسؤولين صهاينة ومسؤولين في دول مجلس التعاون، كما أكد وكيل الخارجية البحريني على «ضرورة خلق تحالفات جديدة»، وأيضاً جاءت مقالات وحوارات متناثرة في الصحف المحلية والعربية والأجنبية حول خطورة التقارب الأميركي الايراني على دول الخليج، وضرورة البحث عن «تحالفات أخرى أو جديدة».ففي احدى الصحف الكويتية ومن خلال حوار مع رئيس «مركز الدراسات الاستراتيجية الكويتية»، أكد فيه: «اذا تقاربت واشنطن وطهران على حسابنا، فأكثر ما يوجعهم احداث تقارب خليجي مع اسرائيل»، اضافة الى تفصيلات أخرى حول موضوع الحوار، لكن البعض ينظر لموضوع التقارب الأميركي الايراني نظرة طائفية ضيقة فقط.لكني استغربت من رأي عضو مجلس الأمة السابق وأمين الحركة الدستورية الأستاذ محمد الدلال، وهو شخص أحترمه وأقدره وأحرص على متابعة مواقفه حيث نُشر حوار معه يوم الأحد 3 نوفمبر الجاري باحدى الصحف المحلية قال فيه: «إن التقارب الايراني الأميركي سوف يكون على حساب دول الخليج، ويجب على أنظمة المنطقة أن تعيد حساباتها وجزء من تلاحم الأنظمة مع شعوبها وتطوير الأنظمة السياسية، ويجب على دول الخليج أن تبحث عن «حلفاء جدد».فمجمل ما جاء في حوار الأستاذ الدلال متسق مع موقفه وموقف الإخوان من ثورة 30 يونيو، وهو أمر يخصه بالتأكيد ولا ننكره عليه كحق سواء اتفقنا أم اختلفنا معه، كما أنني سُعدت كثيراً بمواقفه حول الاصلاح السياسي والفساد وهو موقف وطني صريح، وأوافقه الرأي أن أميركا تبحث دائماً عن مصالحها وأنها وجدت مصلحتها بالاقتراب من ايران وسورية على حساب حلفائها، وأيضاً أوافقه على ضرورة تلاحم الأنظمة مع شعوبها، لكنني توقفت عند حديثه حول ضرورة البحث عن «حلفاء جدد»، وأنا أربأ بالأخ الدلال أن يقصد بالحلفاء اسرائيل، لكن من قد يكون هؤلاء الحلفاء؟ روسيا مثلاً؟ ولماذا يتكرر الحديث عن ضرورة البحث عن «حلفاء جدد»؟.لقد بدأ موضوع الدعوة للتقارب بين دول الخليج والعدو الاسرائيلي يقلقني ويبدو أنه يقلق العديد من المتابعين غيري، وينذر بصراع جديد بالمنطقة بين الشعوب وأنظمتها، فأحد أسباب غضب الشعب المصري من الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي هو الارتماء في أحضان اسرائيل بشكل مذل، وبيع شمال سيناء من أجل مشروع توطين الفلسطينيين وبموافقة «حركة حماس»، كما هو منشور وبشكل واسع في وسائل الاعلام العالمية والوثائق التي سُرّبت.ورغم أنه يؤسفنا تمزّق وتناحر الفصائل الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته في حق تقرير المصير والعودة واقامة دولته المستقلة على أرضه ضمن نظام ديموقراطي تعددي، الا أننا بدأنا نشعر أن الجميع قد تخلى عن هذا الشعب العربي الشقيق المسكين، الذي يُذبح أبناؤه وتُستباح أرضه ويتعرض للتنكيل والتعذيب وتُهدم منازله من قبل جنود الاحتلال، ويُقتلع من أرضه ويتعرض الى عمليات ابعاد وتهجير.ان أي تطبيع من أي نظام عربي مع العدو الصهيوني هو خيانة للشعوب العربية وبالأخص الشعب الفلسطيني، فأي تطبيع هذا واسرائيل تحتل الأراضي العربية في فلسطين وسورية ولبنان؟ وهل ذهبت دماء الشهداء هدراً بما فيها الدم الكويتي من أجل القضية الفلسطينية؟ وماذا سيتبقى لنا من كرامة وعزة كشعوب خليجية وعربية؟ فهل وصلنا الى هذا الدرك المذل؟وليد الرجيبosbohatw@gmail.com
___________________________________________
منقولل عن جريدة الراي تاريخ 04/11/2013 العدد:12544